العدد 2273 - الثلثاء 25 نوفمبر 2008م الموافق 26 ذي القعدة 1429هـ

عندك «بكاكا»!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

لا نريد أن يفهمنا الشارع البحريني بطريقة خاطئة، ولا نريد من القيادة الرشيدة أن تظن بأننا نتكلم من بين السطور، ولا نريد من فتح هذا الموضوع إلا الفائدة الوطنية والاجتماعية في وطننا البحرين.

إذ مرّ علينا ذلك الموقف مع أحد الإخوة المجنّسين، وهو يتكلم مع مواطن بحريني يطلب منه شيئا رسميا، فقال له: عندك بكاكا؟! فاستغرب المواطن من هذا السؤال الذي لم يفهمه، فكرر المجنس هذه الجملة التي صعبت على المواطن، ما أدى إلى نشوب جدال بينهما، ولم يتوقف الشجار والجدال حتى تدخّل بعض الإخوة لإفهام المواطن جملة عندك بكاكا.

فبكاكة هي بطاقة، والأخ المجنّس لم يستطع لفظها بطريقة صحيحة، لصعوبة مخارج حروف الكلمات العربية، وصعوبة نطقها بالتالي، وما هذا الموقف إلا واحد من عدة مواقف تمر في حياة الناس منذ بدأ التجنيس.

وبيت القصيد من هذه القصة هو أهمية التعايش مع الوضع الموجود داخل المجتمع البحريني، وبالتالي فإننا لا نستطيع أن نرحّل المجنسين من البحرين، لصعوبة الموضوع على جميع الأصعدة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها، ولكن يمكننا على الأقل إدخال بعض الإخوان المجنّسين من ذوي الأصول الآسيوية في دورات تدريبية، ودروس مكثّفة في اللغة العربية، فهي الهوية التي يجب على كل حامل جواز لهذا البلد أن يظهرها مهما كانت أصوله.

وأهل البلد يفرّقون بين المجنّسين السابقين والمجنّسين الحاليين، فنحن تربطنا أواصر صداقة وقرب مع المجنّسين من الفئة الأولى، الذين أُعطوا الجنسية لاعتبارات كثيرة، ولكن ما دمنا الآن موجودين مع إخواننا المجنّسين من الفئة الثانية، فإننا يجب أن نضخ بعض الاعتبارات القيمية في هذا المحك.

وأجندة المسئولية الاجتماعية لا تلقى على الحكومة فقط بل على وزراء الدولة كذلك، في أهمية معايشة واختلاط المجنّسين مع المواطنين البحرينيين بطريقة تكفل التمازج وإن كنا إلى الآن لم نستسغها.

فمشكلة بسيطة مثل «عندك بكاكا « كادت أن تودي بمواطن إلى مشكلة أكبر، ومشاجرة هو في غنى عنها، فلو كان هذا المجنّس يعرف اللغة تماما لن يدخل في متاهة عدم الفهم من قبل الآخرين - أهل البلد -.

على الصعيد الاجتماعي، عندنا بعض الشوائب في موضوع الهوية والعادات والتقاليد، وما أن تذكر موضوع التجنيس لدى أحدهم تثور ثائرته، وكأن موضوع التجنيس خط أحمر لدى الحكومة أو لدى المواطن. يؤول الأمر إلى عدم تقبّلنا لهذا الموضوع، وبذلك تغلق أبواب حوار الذي نستطيع عن طريقه تدارك الكثير من الأمور والمشكلات العالقة في ملف قضية التجنيس... وإننا على ثقة بأنّ الدورات التدريبية، وإدخال المجنسين في بعض الدروس اللغوية، ستساعد في اندماجهم مع المجتمع البحريني، وستؤثّر في عملية التقبّل.

وكما قلنا آنفا لسنا هنا لنقول إن الحكومة على خطأ أو المواطن البحريني على خطأ، ولسنا هنا لنفتح ملفات لا يجب أن تفتح، ولكننا هنا نريد أن نكون في صف المواطن البحريني، الذي عانى الكثير وأعطى الكثير، من خلال تهدئة بعض الأوضاع الاجتماعية التي تحل بسهولة جدا، وبابها اللغة والعادات والتقاليد.

والمتمعن في هذا المقال يقول إنّه يجب على المسئولين في الوزارات، التي تكثر فيها الفئة الثانية من إخواننا المجنسين، ضرورة إدخالهم في هذه الدورات التدريبية وورش العمل واللغة، حتى يندمجوا مع المجتمع البحريني بانسياب أكثر.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2273 - الثلثاء 25 نوفمبر 2008م الموافق 26 ذي القعدة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً