لا مستحيل تحت الشمس.الدولتان العدوتان لأكبر قوة عظمى أصبحتا قاب قوسين أو أدنى من دهاليز مجلس الأمن.أنهما ليبيا وفيتنام اللتان من المرجّح أن تنتخبا لعضويته يوم غد (الثلثاء) في خطوة ستعزز من مكانتهما على الساحة العالمية. لن تواجه البلدان أية منافسة فقد ساند الاتحاد الإفريقي ترشيح ليبيا وبوركينا فاسو لمقعدي إفريقيا اللذين سيصبحان شاغرين للفترة 2008-2009 كمالا تواجه فيتنام منافسة على مقعد آسيا.
الآنَ فقط وبعد أن أحبطت واشنطن محاولتين ليبيتين سابقتين للانضمام إلى مجلس الأمن في الخمسة عشر عاما الماضية هاهي الولايات المتحدة تغض الطرف عن طموحات معمّر القذافي السياسية طالما تخلّى عن الطموحات العسكرية في امتلاك أسلحة نووية.المشكلة الوحيدة التي قد تكون عقبة أمام ليبيا وفيتنام احتمال عدم حصولهما على غالبية الثلثين في التصويت.
ورغم أنّ الدولتين لن يكون لهما حق الفيتو إنْ فازتا إلاّ أنه في حال تحالفهما مع الأعضاء الآخرين (15 دولة تتمتع بعضوية مؤقتة) يستطيعان منع صدور أي قرار حتى لو كانت القوى العظمى تريده. هذه الخطوة التي تتمثل في حصول دول نامية على العضوية ربما تخفف إلى حد ما من الحنق الذي ظلت الدول المتخلفة تحمله تجاه الدول المتقدمة. ومع ذلك نستطيع القول إن هذه المكانة لن تبلغها دولة إلاّ بعد تطبيع علاقاتها مع أميركا ولو كلفها ذلك غاليا. ولكن المتفائلين بمثل هذه التفاهمات يستشهدون بالآية (عسى الله أنْ يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم)
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 1865 - الأحد 14 أكتوبر 2007م الموافق 02 شوال 1428هـ