الإشكالات التي صنعتها حليمة بولند بيني وبين زوجتي بين «مؤيّد» (أنا) و«معارض» (بالطبع زوجتي)، رائعة نجدت أنزور (سقف العالم) التي حملت «الثقافي» للدراما التلفزيونية بخفة وقوة وبراعة. مضافا لهما، المسلسل السوري «باب الحارة» الذي كتم أنفاس أناس قريبين من مكتبي (رئيس قسم الإعلانات الزميل ياسر)، كلّها حكايا وجمالات مرّت علينا في شهر رمضان. غدا، نعود بعد أكثر الأيام - العيد - استنزافا لموازنات الرجال، لمواقعنا الأولى، وتعود الموضوعات المؤجلة للضوء، في انتظار حسمها، أو تأجيلها مرة أخرى لتوقيت آخر لا يعلمه إلاّ الله.
نعود لحل فوازير حليمة، في استكشاف شخصيات جديدة لثاماتها السوداء عصية على الحل، نعود لنمسك بالمخالفين وسرقة المال العام من الأسماء الصغيرة ونعمى بإرادتنا عن الكبار، أولئك مَنْ تكرّشت بطونهم سرقة واعتداء على حقوق الناس.
نعود لأكثر من مدّع للعمى يبعث في حياة الناس الطيبين الشر، ويجول باسم الدرويش المسكين بين أروقتنا بالظلم والفتنة. نعود مع سقف جديد للعالم لا تقتصر اللعبة فيه داخل الإعلام بآلاعيب المال ومافيات السياسة، بل تمتد لما أبعد من ذلك، وأعقد.
لا يزال أعمى باب الحارة، الذي أجاد أداء دوره مقارنة ببعض الممثلين البحرينيين الذين قاموا بأداء أدوارهم على هيئة الاخشاب، يتجوّل في أزقتنا كما يشاء، وفي ضوء أن لا عقيد - أبو شهاب - بيننا، يفرض باستخدام القوة الصالحة معايير الضبط الاجتماعي على مخالفيه، فإننا رهن لغضب «معتز» الجارف، أو لسلبية «عصام» المُمْرِضَة، أو لضعف «أبو عصام» الذي لا يعرف الإيجابية إلاّ في الأوقات الأخيرة.
الانغماس في تحديد أقسى معايير التقييم الفني للكويتية حليمة بولند، والمطالبة بعقد المقارنات المجحفة بين فوازيرها وفوازير «شريهان» و»نيلي» - وهو ما تطالب به زوجتي - كلّها أدوات نجيد نحن التغاضي عنها مع مخالفات كبرى تعصف بنا من كل حدَب وصوب.
مَرّ رمضان من هنا، وكان للتلفزيون بما أنتجه لنا من دراما وبرامج حضور كبير في حياتنا، نجحت من الفضائيات من بثت القليل من «الجيد»، وأخفق من بالغ في الإنتاج الهزيل. كما كنا نحن في بعض المشاهد، أنتجنا برامج دينية عدّة، لم تعدل جميعها بثا قديما للشيخ الشعراوي (رحمه الله ) على أقل تقدير.
مر رمضان، وها نحن نعود من جديد، خرجنا من السياسة، وها نحن نعود لها. نعود للسياسة، ولعلها أحد الذين رافقونا في ذلك الشهر الذي كنت أعتقد وكان يعتقد البعض معي، أنه كان خاليا من السياسة!
إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"العدد 1865 - الأحد 14 أكتوبر 2007م الموافق 02 شوال 1428هـ