أيسر ما يمكن أن تسطره بعض الوزارات الخدمية في ردودها على « انتقادات صحافية» تهدف لتصويب الخطأ، التشكيك في صدقية المحرر والجزم بعدم تحريه الدقة في نقل المعلومة وإن تعثر حظه اصطدم بوزارة تلوح له برفع قضية بتهمة التشهير، متجاهلة بأن العمل الصحافي رسالة ترنوا للوقوف على مكامن الخطأ مع يقيننا بأن حرية الرد مكفولة للجميع.

من باب الاستدلال لا تجزئة المسألة وحصرها في حادثة واحدة، وردنا أخيرا رد الإدارة العامة للمرور على خلفية ما نشر يوم الأحد الماضي تحت عنوان «الموظفون تغيبوا منذ الثامنة صباحا ... ولا عزاء للمراجعين» يشير إلى أن من ضمن مهمات موظفي قسم متابعة الحوادث البسيطة الخروج لمعاينة التلفيات التي تعرضت إليها المركبات وتدوينها بشكل دقيق في استمارة الحادث، فهل من المنطقي أن يخرج الجميع طوال فترة الدوام الرسمي؟

وللعلم أن الاهتمام بالاستماع إلى وجهة نظر المسئولين بالإدارة العامة للمرور كان مقدرا لدينا، ولهذا أجرينا الاتصال بهم سلفا لتحقيق هدفين: الأول هو إعلامهم بما حدث، والثاني إتاحة الفرصة لتقديم وجهة نظرهم التي تمنينا أن تكون ملمة بمجمل ظرف ذلك اليوم، في الوقت الذي صدر فيه رد الإدارة ملقيا باللائمة علينا، واللافت أن الكثير من المواطنين عبروا عن ارتياحهم لمتابعة الموضوع من الطرفين (نحن والإدارة) خصوصا بالنسبة لمن تعطلت أعماله في ذلك اليوم، وعموما لسنا نريد إلا لفت النظر إلى جوانب القصور لا لفضحها بل لتلافيها مستقبلا.