انهالت السيدات مع إعلان مجيء عيد الفطر المبارك على الصالونات النسائية التي ازدحمت جميعها وغصت بالزائرات، لتمتد هذه الزحمة على مدى الأيام الثلاثة للعيد. وكعادة النساء وحبهن للتجميل استعدت هذه الصالونات بإبقاء أبوابها مشرعة في وجوه الزائرات اللواتي ربما يصرفن أكثر من 30 دينارا على تجميل الواحدة منهن.
«الوسط» بدورها تجولت في بعض تلك الصالونات لترصد مدى الحال الاستهلاكية للبحرينيات في مثل هذه المناسبة، وفي هذا المجال (التجميل) خصوصا، فلا يخفى أن الشهرين الأخيرين من أكثر الشهور العصيبة (ماديا) التي مرت على البحرينيين بسبب الغلاء من جهة وتكدس أكثر من مناسبة في وقت واحد من جهة، وجاءت الصالونات لتضيف هذه المرة عبئا جديدا على كاهل الأزواج.
تقول المواطنة أم جاسم: «تفاجأت أن اليوم (الجمعة) هو العيد، لذلك فإني استيقظت في الصباح الباكر وتوجهت إلى الصالون لأفاجأ بأن هناك أكثر من سبع نساء ينتظرن قبلي». وتواصل أم جاسم حديثها وهي توشك أن تنتهي من تصفيف شعرها «أعتقد أن الحساب سيفوق 30 دينارا وخصوصا أني طلبت أكثر من خدمة(...) لا يهم ذلك فالمهم أن أبدو جميلة».
من جانبها تقول المواطنة سمية علي: «لم أتوقع أن يكون هناك ازدحام كبير على الصالونات، وخصوصا أن اليوم هو أول أيام العيد، إلا أني أعتقد أن النساء يهمهن التجميل(...) لم أطلب أكثر من خدمة تجميلية، وخصوصا أن زوجي منعني أن أصرف أكثر من 15 دينارا».
أما إحدى العاملات في إحدى الصالونات الواقعة على شارع البديع فأكدت أن العاملات جميعهن لم يرتحن طوال يوم أمس، إذ إن النساء أقبلن منذ الصباح ولم يغادرن حتى المساء، مشيرة إلى أن الأرباح بدأت تزداد منذ الإعلان عن يوم العيد، وذلك على حساب جيوب النساء اللواتي لم يهمهن إلا شكلهن.
من جانبها تقول إحدى العاملات في صالون مجاور: «لم أتوقع هذا الحضور على رغم أنه في كل عام يكون الحضور مقبولا، فإنه بسبب ازدحام الصالونات فإن السيدات يتوجهن إلى أي صالون حتى لو يكن لم يتعاملن معه من قبل».
غيرة النساء حتى في الصالونات
تقول إحدى العاملات إن غيرة النساء وصلت إلى الصالونات، فما أن ترى امراة تسريحة امرأة أخرى حتى تقول «أريد نفسها، ولا يهم السعر ولو كان بـ50 دينارا»، مشيرة إلى أن هذه الحادثة حدثت أكثر من مرة.
وأكدت العاملة أن النساء لا يهتمن بالسعر، وهو أمر مثير للعجب، وخصوصا أن بعض الخدمات غالية مثل «اليوكا» التي يبدأ سعرها من 35 دينارا فما فوق.
الصالون يفرح وجيوب الأزواج تبكي
تقول مالكة أحد الصالونات: «هذه المناسبة نستعد لها في الصالون جيدا، إذ إن العيد هو عرس النساء جميعهن، فجميع النساء يتوجهن إلى الصالونات ويقبلن على جميع الخدمات وبأي سعر(...) السعر لا يهم، فالمهم هو التجميل، لذا فإننا نبادر بتقديم أجود الخدمات إليهن وخصوصا أن التجميل بالنسبة إلى هؤلاء السيدات لا يقتصر على اليوم الأول من العيد بل طوال الأيام».
وعلى رغم فرح النساء في هذه المناسبة إلا أن الصالونات تكون فرحتها أكبر، فالربح يزيد بنسبة كبيرة وخصوصا أن بعض الصالونات يصل عدد زائراتها 50 في الصباح و50 أخرى في المساء، ومع فرحة الطرفين يعيش الزوج في مرحلة غضب وهو يرى زوجته تصرف أكثر من 30 دينارا على الصالون خلال اليوم الواحد في الوقت الذي تملك فيه هذه الزوجة جميع مستلزمات التجميل في منزلها. بينما لا ننسى أن هناك بعض الأزواج ميسوري الحال يقبلون بهذا الصرف مهما ارتفع ثمنه رغبة في رؤية زوجاتهم «عروسا جديدة».
العدد 1864 - السبت 13 أكتوبر 2007م الموافق 01 شوال 1428هـ