العدد 1861 - الأربعاء 10 أكتوبر 2007م الموافق 28 رمضان 1428هـ

منتخبنا يخرج بأقل استفادة من البروفة وعودة «الفتى الذهبي» المكسب الأكبر

المشكلة الدفاعية أبرز ظواهر التجربة السنغافورية

حقق منتخبنا فوزا معنويا على منتخب سنغافورة في المباراة الودية التي أقيمت بينهما قبل أيام استعدادا لمباراتي ماليزيا في تصفيات كأس العالم في 21 و28 اكتوبر/ تشرين الاول الجاري، وعلى رغم التجربة فإننا لا يمكننا الجزم بمدى الاستفادة التي جناها منتخبنا من هذه المباراة وخصوصا أن مدرب منتخبنا ماتشالا عمد إلى اللعب بتشكيلة ممزوجة بين لاعبي المنتخب الوطني والأولمبي وهو الأمر الذي ربما يختلف عندما يخوض الأحمر مباراتيه أمام منتخب ماليزيا.

عودة «الفتى الذهبي»

ويمكننا القول ان أكبر وأفضل استفادة اكتسبها منتخبنا الوطني من المباراة هو خروجه بفوز معنوي بالإضافة إلى تعوده على الأسلوب الذي تلعب به منتخبات الشرق الأوسط لقارة آسيا، إذ عاش الأحمر أجواء مباراة ماليزيا نفسها من حيث طريقة اللعب التي خاضها الفريق السنغافوري التي حسبما شاهدناه يعتمد على منهجية الاحتفاظ بالكرة ويتميز بالانتشار الجيد فوق أرضية الملعب.

ويمكننا أن نطلق على مباراة سنغافورة أنها شهدت بداية عودة «الفتى الذهبي» علاء حبيل إلى بعض من مستواه وخصوصا أنه أضاف الكثير عندما شارك في الشوط الثاني وأعاد الخطورة لمنتخبنا التي افتقدناها في الشوط الأول ويكفي أنه صنع الهدفين الثاني والثالث لجيسي جون بالإضافة إلى الكثير من الكرات التي كانت تشكل الخطورة على المرمى.

صورتان مغايرتان

أما عن الأداء الذي قدمه منتخبنا في المباراة فهو جاء بصورتين مغايرتين، الصورة الأولى شاهدناه فيها في الشوط الأول والذي ظهر فيه منتخبنا بمستوى ركيك ومتواضع غلب عليه الأداء السلبي والعقيم في الشقين الدفاعي والهجومي وخصوصا في الشق الأول.

واعتمد ماتشالا على طريقة 4/5/1 في هذا الشوط، وربما ساهمت هذه الطريقة في افتقاد الأحمر إلى الخطورة المطلوبة على المرمى، بسبب افتقادنا إلى الزيادة العددية في منطقة الخصم، إذ ان فتاي بابا توندي وعبدالله عمر لم يتمكنا من تشكيل هذه الزيادة مع المهاجم الوحيد في تشكيلة منتخبنا جيسي جون، كما كان حمد فيصل الشيخ ومحمود عبدالرحمن (رنغو) بعيدين عن المنطقة ذاتها، ولهذا غابت الخطورة عن منتخبنا طيلة فترات الشوط الأول، وطغى على أداء لاعبي الأحمر الفردية وغياب التفاهم والانسجام وغياب التركيز والتمرير البطيء.

كما لم نشاهد في الجانب الهجومي الانطلاقات الجانبية، إذ اكتفى محمد حبيل وجمال راشد بالقيام بدور المساعدين لحمد فيصل الشيخ ومحمود عبدالرحمن، أو من خلال تبادلهم جميعا الأدوار، وربما يعود ذلك إلى غياب التفاهم والانسجام بينهم كونها المباراة الأولى لهم مع بعضهم بعضا.

مشكلة دفاعية

أما في الجانب الدفاعي في هذا الشوط فوضح جليا أن هناك مشكلة حقيقية يجب على ماتشالا الالتفات إليها وخصوصا أن الهجوم السنغافوري وعلى رغم تواضعه نسبيا تمكن من الوصول إلى مرمى منتخبنا أكثر من مرة.

و بدت بعض الأخطاء خلال مجريات اللعب لم يحسن الفريق السنغافوري استغلال إحداها وخصوصا في الكرات الثابتة التي ظهرت فيها اتكالية من لاعبي منتخبنا في التخلص منها وكذلك لعب الكرات من خلف المدافعين وهنا يتطلب الأمر ضرورة التنسيق فيما بين اللاعبين أم من خلال كلام حارس المرمى وتوجيهه الدائم للاعبين كنوع من زيادة تركيزهم.

ويمكن إيجاز ما يعاني منه دفاعنا في عدم ترابطه ووجود مساحات كبيرة في صفوفه ما يوجد ثغرات يمكن النفاذ منها سواء في الأطراف أو في العمق، فظهر محمد حسين وعبدالله المرزوقي وجمال راشد ومحمد حبيل بمستوى مهزوز.

وربما يعود السبب في ذلك لعدم وجود ساتر دفاعي في منطقة العمق في منطقة الوسط بسبب اعتمادنا على لاعب واحد في منطقة الارتكاز وهو محمد سالمين الذي عابه البطء وثقل الحركة بالإضافة إلى عدم التمركز الصحيح لفتاي وعبدالله عمر والأخير يبدو أنه ضاع وتاه في منطقة الوسط والتي لا يجيد التحرك فيها، أما محمود عبدالرحمن وحمد فيصل الشيخ فظهرا بمستوى متفاوت وعابهما بطء التحول من الدفاع إلى الهجوم وبالعكس.

عموما ظهر منتخبنا في هذا الشوط بمستوى ضعيف ومتواضع تأثر خلاله الأداء الهجومي جراء تباعد الخطوط والفردية وغياب التركيز عن غالبية اللاعبين وظهر ذلك في التمريرات الكثيرة المقطوعة والخاطئة وخصوصا من الثنائي فتاي ومحمد سالمين ما أثر على إنتاجية الأحمر الهجومية ويفترض ان تكون استفادتنا من المرتدات اكبر من ذلك وخصوصا أن الفريق السنغافوري منحنا المساحة الكافية للعب ووضح ضعف مردود الاستلام والتسليم لدى لاعبينا خصوصا في نصف الملعب مما كان له الأثر الواضح على الأداء ولعل هذه النقطة يجب تفاديها خلال المباراة المقبلة.

تحسن الشق الهجومي

وتحسن أداء منتخبنا في الشوط الثاني وخصوصا أن ماتشالا عمد إلى تغيير أسلوب وطريقة اللعب وحولها من 4/5/1 إلى 4/4/2، عندما عمد إلى إشراك «الفتى الذهبي» علاء حبيل بجانب جون الأمر الذي زاد من حيوية ونشاط وفاعلية الهجوم الأحمر وخصوصا أن علاء تمكن من بمشاغباته وحركته التي لم تهدأ من خلخلة دفاع الخصم ما أوجد المساحات الخالية والتي استثمرناها جيدا وكان بإمكان الأحمر مضاعفة الغلة وزيادة رصيده من الأهداف لو أحسنا استثمار الفرص التي سنحت لنا.

وبقت المشكلة الدفاعية

هذا على مستوى الهجوم أما على مستوى الدفاع فلم يتغير الوضع بل تعدى الأمر ما حدث في الشوط الأول وتمكن المنتخب السنغافوري من الوصول لمرمى الأحمر في مناسبات كثيرة وبدأها بركلة الجزاء الضائعة في بداية الشوط بالإضافة إلى الكثير من المحاولات والتي كان بإلامكان استثمارها لو لا الرعونة التي كان عليها لاعبوه. عموما قدم الأحمر مستوى لم يرض طموحاتنا كمتابعين ولا للجمهور البحريني، وربما زاد العرض الذي قدمه الأحمر من حيرتنا وخصوصا أن المباراة كشفت عن أمور كثيرة وطرحت أسئلة ستبرز من جديد عندما يبدأ المنتخب استعداداته لمباراة ماليزيا، ولعل أبرز الأسئلة هو هل سيعتمد «العجوز» على نفس الأسماء التي لعبت في مباراة سنغافورة والأردن أم ستظهر أسماء جديدة في قائمة الأحمر؟

بالإضافة إلى ذلك ما هي الوضعية التي سيكون عليها منتخبنا ومتى ستنطلق تدريبات الأحمر من جديد في ظل ارتباط أكثر من لاعب في تشكيلته مع منتخبنا الأولمبي والذي تنتظره مباراة مهمة مع أوزبكستان في السابع عشر من أكتوبر الجاري في تصفيات أولمبياد بكين 2008، والمعروف أن مباراة منتخبنا في تصفيات كأس العالم مع ماليزيا ستكون في الحادي والعشرين من الشهر ذاته أي أنها ستكون بعد أربعة ايام فقط، فكيف سيتعامل «العجوز» ماتشالا مع إعداد الأحمر الأول، وهنا يقودنا الفضول والتكهن إلى استنتاج أن «العجوز» ربما يستدعي تشكيلة جديدة يبتعد على إثرها بعض اللاعبين ممن لعبوا التجربة الأخيرة أمام سنغافورة.

أبرز سلبيات أداء الأحمر في تجربة سنغافورة

شباكنا مكشوفة للخصوم وتباعد الخطوط يقلل من فاعليتنا الهجومية

وضح جليا وواضحا في أداء منتخبنا الوطني خلال مباراته الودية مع منتخب سنغافورة بعض الثغرات والأخطاء منها ما هو فردي ومنها ما هو جماعي، ومنها ما هو فني أيضا، وخلال السطور التالية نحاول تسليط الضوء على بعض من هذه الأخطاء.

في الشق الدفاعي

1. ظهر واضحا المسافات والمساحات الخالية الموجودة بين اللاعبين وخصوصا الأطراف، وهي مشكلة كانت وما زالت تؤرقنا منذ كأس آسيا الأخيرة حتى الآن ويجب وضع الحلول الكفيلة بالقضاء عليها، وخصوصا أنه على رغم تواضع أداء منتخب سنغافورة فإنه تمكن من الوصول إلى مرمانا كثيرا خلال مجريات المباراة، لتظل شباكنا مكشوفة.

2. تباعد الخطوط الثلاثة وهو ما أثر كثيرا على تماسك خط الدفاع.

3. الارتداد الهجومي الدفاعي للاعبي منتخبنا كان بطيئا وأوجد بعض المساحات الخالية للاعبي منتخب سنغافورة للتحرك فيها.

4. عدم وجود رقابة لصيقة ومحكمة على مهاجمي الفريق الخصم وخصوصا في الكرات العرضية والثابتة.

5. عدم وجود ساتر دفاعي في منطقة العمق في منتصف الملعب نتيجة ثقل وبطء الحركة من اللاعبين.

في الشق الهجومي

1. افتقد غالبية اللاعبين إلى التمرير السليم والصحيح وخصوصا فتاي ومحمد سالمين، ما نتج عنه غياب الخطورة الحمراء طيلة فترات الشوط الأول.

2. تباعد المسافات بين اللاعبين.

3. عدم وجود زيادة عددية من اللاعبين المساندين للمهاجم الوحيد جيسي جون في تشكيلتنا في الشوط الأول.

4. عاب على اللاعبين البطء وعدم التحرك من دون كرة، بالإضافة إلى تأخير الكرة والتأخير المستمر من بعض اللاعبين، ويمكننا أن ندلل على ذلك بكرة الهدف الأول والذي جاء بعد تمريرتين سريعتين من عبدالله عمر إلى فتاي وأخيرا إلى جون وهي الجملة التكتيكية الوحيدة الصحيحة في الشوط الأول وجاءت سريعة ولهذا تمكنا من ضرب الدفاع السنغافوري.

5. التحول الدفاعي الهجومي للاعبينا كان نوعا ما بطيئا ويمكن أن يكون في ما ذكرناه سابقا السبب الرئيسي في ذلك، فالهجوم المرتد السريع من أساسياته التمرير الصحيح بالإضافة إلى التحرك السليم والسرعة في نقل الكرة وهو ما افتقدناه.

الأخطاء الفنية

1. طريقة وأسلوب اللعب التي لعب بها ماتشالا في الشوط الأول وهي 4/5/1، أفقدتنا الفاعلية الهجومية وخصوصا أن الإمكانات التي يتمتع بها لاعبونا لا تمكنهم من تطبيقها بالشكل السليم، وهو ما ظهر في الشوط الثاني عندما غيّر ماتشالا من طريقة اللعب إلى 4/4/2 بوجود الثنائي جون وعلاء حبيل.

2. وجود عبدالله عمر في منتصف الملعب أفقده الكثير من إمكاناته وخصوصا أنه يتمتع بالانطلاقات الجانبية والتي اختفت تماما أثناء اللقاء، وكان من الأجدى استثماره في مركزه الأصلي على الطرف الأيمن.

العدد 1861 - الأربعاء 10 أكتوبر 2007م الموافق 28 رمضان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً