العدد 1861 - الأربعاء 10 أكتوبر 2007م الموافق 28 رمضان 1428هـ

«بنك الجنوب» اللاتيني 1/2

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

اتفقت الأرجنتين، بوليفيا، البرازيل، أكوادور، باراغواي، وأروغواي، على مبادرة فنزويلا بتأسيس «بنك الجنوب» كأداة للتنمية في أميركا الجنوبية من خلال توفير السيولة المالية، وتنشيط الاستثمارات، وتطوير البنية التحتية، وزيادة العمالة، وتفعيل النمو الاقتصادي.

وفيما عرف بإعلان ريو دى جانييرو في 8 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، اتفق وزراء الاقتصاد والمالية للدول المؤسسة على توقيع محضر إنشاء «بنك الجنوب» في كاراكاس في 3 نوفمبر / تشرين الثاني المقبل.

وأعربت فنزويلا عن أملها في أن يبدأ بنك الجنوب العمل في ديسمبر/ كانون الأول أو يناير/ كانون الثاني المقبلين، رهنا بالاتفاق نهائيا على عدد من النواحي، منها حجم مساهمة كل دولة في رأس ماله.

وصرح وزير الاقتصادي البرازيلي غيدو مانتينغا، بأن الاتفاق يمثل «خطوة مهمة» على رغم ضرورة الاستمرار في مناقشة بعض الموضوعات المعلقة، ومنها ضمان تشغيل هذه المؤسسة المصرفية الإقليمية الجديدة كـ «بنك ذي استقلال ذاتي، وفقا لبرامج حديثة»، وبفوائد مقبولة.

وقالت مصادر برازيلية إن الوزراء قرروا أن تكون الدول السبع أعضاء مؤسسين للمصرف مع حق التصويت، وأن يكون مقره في كراكاس، ويعد المشروع مبادرة من الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز الذي يريده بديلا عن الهيئات المالية الدولية التقليدية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.

وكان الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز، أعلن في نهاية مايو/أيار 2007، عزمه سحب بلاده من عضوية البنك وصندوق النقد الدوليين، في خطوة رمزية واضحة نظرا إلى أن بلاده سددت كل الديون المترتبة عليها للمؤسستين الدوليتين. وقد أعادت فنزويلا، إحدى الدول الكبرى المصدرة للنفط، حديثا دفع ديونها للبنك الدولي قبل 5 سنوات من الموعد المحدد لها، لتوفر نحو 8 ملايين دولار. كما كانت فنزويلا سددت كل الديون المترتبة عليها لصندوق النقد الدولي بعد أن تولى شافيز سدة الحكم في فنزويلا للمرة الأولى في العام 1999، وأغلق الصندوق مكاتبه في كاراكاس العام الماضي. ويبدو أن شافيز ليس الرئيس الوحيد في دول أميركا اللاتينية الذي لديه الكثير من المآخذ على السياسة التي تتبعها بعض المؤسسات المالية الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في تنظيم علاقاتها مع هذه الدول. فقبل شافيز، اشتكى الرئيس البوليفي، إيفو موراليس، من البنك الدولي الذي يتوسط بين الحكومات والمستثمرين الأجانب.

وقال موراليس إن الحكومات لم ولن تفز أبدا بالنزاعات مع الشركات متعددة الجنسيات في مركز تسوية المنازعات الاستثمارية بالبنك الدولي. أما الرئيس النيكاراغوي، دانيال أورتيغا، فقد عبر عن رغبة مماثلة في «الانسحاب من سجن» صندوق النقد الدولي، مشيرا إلى أن بلاده تفاوض على الانسحاب منه. وكذلك طلب الرئيس الإكوادوري اليساري، رفائيل كوريا، حديثا من ممثلي البنك الدولي بمغادرة بلاده، مشيرا إلى أن بلاده سددت الالتزامات كافة المترتبة عليها لصندوق النقد الدولي أيضا، وهو ما فعلته الأرجنتين كذلك بعد أن دفعت مليارات الدولارات إلى الصندوق.

ومساعي إنشاء تكتل سياسي أو مالي يضم دول أميركا اللاتينية هي من هواجس الكثير من رؤساء دول تلك القارة، ففي نهاية العام 2006 ألمح الرئيس البوليفي إيفو موراليس في اجتماع قمة إقليمي استمر يومين إلى أن إنشاء مجموعة دول أميركا الجنوبية على غرار الاتحاد الأوروبي، قد يصبح أمرا واقعا خلال 5 سنوات.

وقال موراليس لسبعة من رؤساء دول أميركا اللاتينية الاثنتي عشرة في مدينة كوتشابامبا البوليفية، إنه لا يريد أن يستغرق الأمر فترة طويلة مثلما حدث مع إنشاء الاتحاد الأوروبي وهي 50 عاما. ووقع الزعماء ومن بينهم الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز على بيان اتفقوا فيه على وضع حجر الأساس لما أسموه عملية تكامل أميركا الجنوبية.

وكان موراليس في تلميحه هذا يدعو إلى دمج الكتلتين التجاريتين اللتين تتنافسان على أن تكون الصوت الرئيسي وتعزيز النمو الاقتصادي في أميركا الجنوبية وهما مجموعة دول الأنديز وميركوسور.

وتنتمي بوليفيا وكولومبيا والإكوادور وبيرو إلى مجموعة الأنديز التي فقدت وضعها في العام الماضي عندما انسحبت منها فنزويلا، معلنة أن هذه المجموعة ماتت بعد أن وقعت بيرو وكولومبيا اتفاقين للتجارة الحرة مع الولايات المتحدة.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1861 - الأربعاء 10 أكتوبر 2007م الموافق 28 رمضان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً