العدد 1861 - الأربعاء 10 أكتوبر 2007م الموافق 28 رمضان 1428هـ

أكثر من شعر

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

نجتهد دائما، في أن تكون أكاذيبنا قابلة للتصديق ومنتجة للتصفيق: على الذي نرفع معنوياته ان يرفع معنوياتنا أيضا...

ما من كذبة أخرجناها للناس - نحن ظلال الظل - إلا رفعوها إلى مرتبة الحقيقة، وأتخذوها شعارا ضاخبا في مظاهراتهم الموسمية التي يبدو أنه لا طائل من ورائها إذا لم تكن نهائية وحاشدة.

بغاية رفع المعنويات تغلق الأبواب. نستنطق المرايا - نخط ما نخط نشطب ما نشطب... فتكون حصيلة الصباح كلمة، أو جملة، أو مقطعا، أو قصيدا لا معنى له خارج اللحظة المؤسسة له والغائبة عنه والمجهولة أبدا.

بغاية رفع المعنويات تتخذ كلماتنا شكل فراش أزرق مقتول - خطو غزال مجروح.

قامة زهرة مداسة.

هكذا نحن من حال إلى حال ومن ظلمة إلى ظلمة

ومن يتم إلى يتم لا يكاد يميتنا وطن حتى يطالب الوطن اللاحق بضرورة بعثنا ليقتلنا - من جديد - بما يلائم ساديته المحدثة!

هل ثمة شعر في القصيدة؟

- قطعا... لا

أولاد أحمد - شاعر تونسي

جمالية صناعة الكذب لدى أولاد احمد، هي أن تستمر رحلة المراوحة من زاوية لأخرى، ومن كذبة لكذبة. لا مكان للراحة أو التفكير فالإنسان العربي مصاب بصرعة «الكذب» و»التكاذب».

شاعرية التونسي أولاد أحمد أكثر من الشعر، وفي زمن تكاد فيه لعنة الشعر أن تموت تبقى مقطوعات فريدة كهذه تستحق منا أن نحاول فيها ومن خلالها أن نتنفس الشعر.

الشاعر أولاد أحمد، لا يسرقه الشعر، ولا يرتهن منتوجه بفضائحية الإصطناع الشعرية، هو نموذج من نماذج الأمراء الذين يسرقون «اللغة» ويتحكون بها. يكتب هذا الشاعر ولا يُكتب. يفضح المكان ولا يفضحه شيء.

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1861 - الأربعاء 10 أكتوبر 2007م الموافق 28 رمضان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً