بين المقال السابق الذي ذكرت فيه المناصب السياسية في التعيينات الوزارية التي يتفوق فيها عدد ممن لا خبرة لديهم في مجال تعيينهم، وبين تعليقات القراء المتعددة من مؤيدين، وبالإضافة إلى أن الصف الآخر من المديرين الذين هم في الواقع من يملكون ويتملكون زمام الكثير من الأمور، والمنسيون في قواقعهم سنوات كثيرة، ومن دون مباشرة نوعية أدائهم، في حال عدم كفاءتهم حينما يتفننون في عرقلة أمور كثيرة مما يتوجب مباشرتهم لها من شئون المراجعين، إما بسبب الكسل، وإما الملل وقلة الاهتمام، وإما التطلع إلى الصعود إلى الأعلى، ومن دون الاهتمام بهم سواء في ترقيات أو شكر وتحفيز من مرؤوسيهم، وإذا إنني أؤيد مثل هذه الملاحظة الحيوية جدا، أرى أنه لابد من عمل برامج لتقويم الموظفين في جميع المناصب الحيوية بصفة دورية؛ لتجديد معلوماتهم وإعطائهم فكرة عن أجندة الوزارة في أية تغيرات أو تطوير وأن يكون لكل وظيفة عدد محدد من السنوات وبعدها يتم النظر في الأداء. والحاجة إلى التطوير ضرورية لأي إنسان وألا يهمل كالآلة، إذ قد تصاب بالعطب وقلة الإنتاج بعد فترة إذا لم تصن ويحافظ عليها، هكذا هم البشر! وذلك بعمل دورات للتعليم المستمر في المجالات المتعددة ويا حبذا إذا تمكنا من إضافة معلومات عامة أو لغة ثانية إلى هؤلاء؛ ما يفيدهم في الاطلاع عموما سواء داخل البحرين أو ابتعاثهم إلى الخارج للحصول على شهادات وتدريب تتناسب مع العصر السريع التغيير الذي نعيش فيه... وضرورة مشاركة الموطنين في استراتيجية الوزارات والتعرف إلى ما يدور حولنا من قرارات حيوية تمس المواطنين والاقتراب من الشكوى العامة بوضع خط ساخن (تلفونيا) للإجابة عن استفسارات المواطنين والعوائق في حال الحاجة إلى الحصول على معلومات بما يمس المصالح العامة أو الإجابة عن حدوث مشكلة أو خطأ... وفتح الأبواب ووضع أكفاء للإجابة لا بشرا لا يعرفون ما يدور حولهم!
وأود أن أبيّن أنه واجهتني مشكلة مع إدارة «المرور» من دون معرفتي سببها، حينما أوقفت سيارتي في مواقف مجمع السيف - الذي أزوره دائما مع عائلتي وأصدقائي ونقف فيها منذ افتتاح المجمع - في ليلة رمضانية عند العاشرة مساء، بجانب رصيف داخلي لا يعوق المرور بتاتا ولا توجد لافتة «ممنوع الوقوف»، لنفاجأ بعد خروجنا بوجود مخالفة لنا جميعا ولكل من في ذلك الصف... وحاولنا حينها البحث عن الشرطي لمعرفة سبب عدم الوقوف المفاجئ فلم نجده، مع أنه حرر المخالفة منذ عشر دقائق، وحاولنا في الأيام التالية الاتصال بإدارة «المرور» لبحث الأمر، فلم نجد أحدا إطلاقا يجيب عن استفساراتنا، ولماذا قررت الإدارة إعطاءنا المخالفة؟
إني أعتقد أن هذا هو نوع من الظلم الذي قد يتعرض له الكثيرون ومن دون مناقشة الأمر حتى... وقد قال لي البعض «دفعي وفكي حالج ولا تعورين راسج»، فعرفت حينها كمية الظلم التي تحملها المواطن في سبيل العيش والمعاناة مع بشر يمسكون بزمام الأمور غير قابلين للنقاش والتفاوض وإرجاع الحق إلى أصحابه، ومعظم الناس غير قادرين على دفع الظلم إما بسبب الخجل وإما بالخوف وقلة الحيلة في الوصول إلى أي مسئول يتجاوب للتعاون في مثل تلك الحالة، كما أن الكثيرين يمتلكون الحكمة أو الوقت والشجاعة والجرأة للحفاظ على توازن المجتمع ودرء الظلم والخطأ!
ولكني قررت أن أتابع قضية «المرور» إلى حين إثبات حقوقنا وإزالة المخالفة الظالمة وأتمنى أن يقرأ هذه الكلمات مسئول لأشرح له دوره مع المواطن للوصول إلى نقطة نظام يتهم الكثيرين وكل صاحب شأن.
صحيح أن لا قدرة لنا على التدخل في التعيينات والترقيات، ولكن من حقنا أن نطالب بأن تحمى حقوقنا ويجاب عن استفساراتنا سواء من كبار الموظفين أو صغارهم وتصحيح الأوضاع الخاطئة وحماية المواطنين... في عصر الانفتاح والشفافية.
إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"العدد 1861 - الأربعاء 10 أكتوبر 2007م الموافق 28 رمضان 1428هـ