العدد 1861 - الأربعاء 10 أكتوبر 2007م الموافق 28 رمضان 1428هـ

هموم المنطقة بشعر إنجليزي وقلم بحريني

ما أكثر ما تفاخر العرب بالشعر، وما أكثر تعلقهم به وذوبانهم في بحوره التي تأخذ بقارئ القصيدة إلى حيث تقف جدران خياله صامدة أمام تلاوين العبارات والصور، إذ لا تقف عند حده، ولا عند حدود غيره، وإنما هي بحر واسع يبحث فيه الجميع، من دون أن يدركوا حقيقة كونهم أسيري قلب الشاعر.

فيما تتجدد المحاولات من الشعراء لنسج حيلهم اللفظية بما تبيحه لهم لغة العرب، وجد شاعر بحريني نهجه عبر كتابة قصائده باللغة الإنجليزية، موجها من خلالها رسائل الإنسانية ونقد الواقع الاجتماعي والسياسي الذي تعيشه المنطقة.

الشاعر لؤي عباس حسن اصدر أخيرا ديوانه الأول لغة واحدة للسلام (One Language for Peace)، والذي يعتبره بقوله «أول ديوان بحريني باللغة الإنجليزية»، يحوي 31 قصيدة شعرية، تلونت وتفرعت، وصبت في وجهة واحدة كما أحب، وهي توجيهها للقارئ الأجنبي.

لؤي، ومن خلال قصائده، تناول ثلاثة محاور حوارية، ركز من خلال المحور على محاولة لزرع حوار داخلي في القارئ، وفي المحور الثاني لإبراز القيمة الفنية الشعرية، أما المحور الثالث فقد كان لإبراز النقاط الشاعرية في الحياة الاجتماعية.

«بعض قصائدي كانت على هيئة قصص قصيرة» كذا يقول لؤي، مضيفا «القصائد تتعرض أساسا إلى قضايا تدمير البيئة داخل البحرين، والنضال من أجل الديمقراطية في البحرين، وكذا القضية الفلسطينية على مستوى المنطقة، إلى جانب الإرهاب عموما، والموضوع الرابع هو الهوية في خضم التيارات الحداثية الموجودة حاليا».

أما عن نهجه الأيدلوجي في الكتابة، فيجد نفسه ضمن الإسلامية الوسطية، التي يصفها بأنها «تستطيع التحدث مع الجميع من دون عوائق».

بدايته كانت بالكتابة في أحد مواقع الإنترنت، «كنت أكتب القصائد دائما في الموقع، وألاقي التشجيع والإعجاب، وهو ما شجعني على جمع قصائدي في كتاب واحد، كما أن لي قصائد منشورة في كتب مختلفة، والأمر قد تم من خلال هذا الموقع أيضا، الذي يقدم لي عرض نشر القصائد في بعض الكتب، ولي حتى الآن مشاركات في أربعة كتب منشورة».

عن إصداره الأول يقول «في هذا الكتاب، حاولت نشر القصائد التي بدأت بكتابتها بالإنجليزية، بما لها من خصوصيات وثقافة معينة».

إلى جانب كتابته الشعر باللغة الإنجليزية، فإن لدى لؤي ملكة كتابة الشعر العربي، إلا أنه يجد قصائده المكتوبة باللغة العربية مختلفة، إذ يقول «الفرق يعتمد على الإيقاع والموسيقى، سواء بالإنجليزي أو بالعربي، لكن للغة الإنجليزية تحرر أكبر، وقد خدمتني، ولها قدرة لا تقل عن اللغة العربية في نقل الأفكار والأحاسيس، لأن لكل لغة التزام بثقافة معينة، والقارئ يحس بالشعر كما يحس قارئ اللغة الأخرى بالشعر».

لؤي اختتم حديثه بتعليق بشأن قبول الناس لقصائده قائلا « الوسط المحيط بي يشتكون من كون الديوان باللغة الإنجليزية، إذ هم من معتادي القراءة باللغة العربية، لكنني أسعى لجذب قرائي من خلال الناحية الفنية، لأن الناس تنجذب وتستمتع بالفن».

العدد 1861 - الأربعاء 10 أكتوبر 2007م الموافق 28 رمضان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً