استبشرنا خيرا مع قدوم وزير الإعلام الجديد جهاد بوكمال لتسلم حقيبة وزارية ملغومة. ونظرا لكونه نائباَ سابقا وعضوا بمجلس الشورى فإنه مدرك تماما بأهمية التشريعات (القانون، القرار، واللوائح والأنظمة) في حلحلة المشكلات التي تواجه الإعلام البحريني. ولعل أبرز هذه المشكلات: الخطاب الإخباري التلفزيوني، الذي لا يزال يعاني هو الآخر من ضعف الكوادر الإدارية والحرفية.
ولا نريد تكرار ما طرحته الصحافة المحلية من ملاحظات نقدية على وزارة الإعلام، ونصائح خالصة للوزير الجديد؛ ولكننا هنا نتناول جزءا مهما غاب عن الصحافة المحلية وهو المرتبط مباشرة بالرسالة الإعلامية البحرينية ألا وهو مركز الأخبار. فأي نظرة تأملية في مركز الأخبار بالتلفزيون كفيلة بأن تجعل الصورة أكثر وضوحا، فهذا المركز كان في بدء انطلاقته علامة مضيئة في مشروع تطوير الإعلام البحريني ليواكب التطورات الإعلامية العالمية من جهة، والتطور السياسي الذي تشهده البحرين من جهة أخرى. إذ بدأت أخبار البحرين تقدم بصورة حرفية متطورة من حيث أسلوب التقديم والمضمون، إلا أن المركز شهد تراجعا كبيرا في الفترة الأخيرة بشهادة الإعلاميين المتخصصين وجمهور المتابعين.
ولم تعد خافية على أحد تلك الأوضاع السيئة التي تعاني منها بعض الإدارات في وزارة الإعلام، والتي عبر عنها عدد كبير من الموظفين المستائين من أسلوب تلك الإدارات القائم على الشللية ومحاباة موظفين وموظفات على حساب آخرين، حتى المناصب الإشرافية لا يتقلدها إلا من يحمل عضوية «الشله»!
الوزير الآن مدعو إلى تصحيح أوضاع مختلف الإدارات بما فيها مركز الأخبار من خلال إسناد المهمات الإعلامية إلى أهلها، فالمسئولية أمانة سيسأل عنها الوزير يوم القيامة، ولن ينفع حينها أن يتعذر بأن التركة ثقيلة، فالبحرين لم تخل من الكفاءات والكوادر الإعلامية الجديرة بقيادة قطاعات الإعلام البحريني.
وليحذر الوزير أشد الحذر من المنافقين والمتزلفين الذين يريدون أن يتسنموا المناصب والكراسي على حساب غيرهم من الكوادر والكفاءات الوطنية، فهؤلاء المنافقون مجرد فقاعات صابون في الهواء وممثلين جيدين على مسرح النفاق الإداري.
ولن يتطور الإعلام البحريني بالاعتماد على القيادات الإدارية الموجودة، والتي أعطيت بدلا من الفرصة الواحدة عشرات الفرص ولم تفلح في التطوير المنشود، وتقديم ما يرقى إلى مستوى إعلام بلد متحضر.
كما أن المطالبات المستمرة ببحرنة القطاع الإعلامي من خلال إعداد الكوادر المؤهلة وتدريبها تدريبا عاليا لكي تتسنم وتدير مختلف القطاعات في الإعلام. مع أنه يوجد لدينا كثرة من الكوادر الإعلامية، ولكنها مغمورة. وعلى سبيل المثال المذيع المتألق محمد الشروقي، والذي ارتبط اسمه بإلمام ومعرفة أصول اللغة العربية وإجادة قواعدها، وتميز بالثقافة العامة والجرأة في الطرح، وجدية الموضوعات التي يقدمها. وأخيرا، نأمل أن تتسنم الكوادر والكفاءات الوطنية دفة الإدارات والأقسام في وزارة الإعلام، ويتم بحرنة قطاع الإذاعة والتلفزيون بأكمله، و«البحرين ولاّده».
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 1860 - الثلثاء 09 أكتوبر 2007م الموافق 27 رمضان 1428هـ