يبدو أنّ وكالة «رويترز» أصرّت على أنْ تقدّم للمسلمين أجمل هدية للعيد، حين نقلت يوم 8 أكتوبر/ تشرين الأوّل الجاري أجمل الأخبار من طرابلس الغرب!
فقد ذكرت « رويترز» نقلا عن وكالة الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الديمقراطية للأنباء يوم الإثنين أنّ الزعيم الليبي معمّر القذافي قال: إنّ الديمقراطية متعدّدة الأحزاب هي عارٌ تروّج له الحكومات التي تعامل شعوبها «مثل الحمير» وتنكر عليهم السلطة الحقيقية.
وفي كلمةٍ بارعة ستدخل قاموس الخلود، قال الزعيم القذافي: «إنهم يقولون تبادل السلطة (من حزب لآخر)، ما معناها؟ يعني حاشاكم الشعوب عاملينها مثل الحمير». وهو ما دفع القذافي إلى التأكيد في خطابه التاريخي الأخير على أنّ بلاده «لن تتخلى أبدا عن نظام حكمها الذي يعتمد على أنها (دولة شعبية) تحكمها لجان شعبية»، خصوصا أنه توقع منذ فترة طويلة أنّ الحكومات في العالم سوف تتبناه في النهاية كحتمية تاريخية وفقا لقوانين التطوّر الديالكتيكية.
ولتصحيح مسار الديمقراطية في العالم، ولإنقاذ «الحمير» من مستنقع الضلال، أضاف القذافي موضحا: «العالم الآنَ مشمئز من الأحزاب ومن الانتخابات». وهو يعتمد في ذلك على تجربته الشخصية الطويلة في الحكم، واحتكاكه برؤساء وسياسيين ومفكّرين من الغرب الذي يرى نفسه ديمقراطيا، واكتشف أنهم «مشمئزون جدا من الانتخابات ومن هذه المهزلة التي يعيشونها وهم يعرفون أنها شيء متورطون فيه وليست ديمقراطية».
بل إن أهم ما توصّل إليه من خلال لقاءاته بالوفود الغربية التي كثرت زيارتها لليبيا في السنوات الأخيرة، خصوصا بعد إسقاط الطاغية صدّام حسين، أنّ الغربيين «يعيشون في دجل وتزييف»، ومن هنا، «نعتقد أنّ العالم كلّه في النهاية سيصل إلى سلطة الشعوب وتنتهي مخلفات العصور القديمة»!
ومن حق الليبيين أنْ يتفاخروا على بقية شعوب العالم؛ لأنّ الله حباهم بـ «جماهيرية عظمى حديثة جدا» بينما تعيش «الحمير» إمّا في «جمهوريات ديمقراطية صغيرة» أو سلطانات ومملكات وجمهوريات صغيرة من القرون الوسطى!
ويحقّ لشعوب الأرض الأخرى أنْ تحسد الستة ملايين محظوظ يعيشون على الأرض الليبية، ويتمتعون بالعيش تحت ظلال حكم شعبي يصدر قراراته من القواعد مباشرة عبر اللجان الشعبية، التي تحدّد شخص الرئيس، ومدة بقائه في الحكم، وترسم له خطوط سياساته الداخلية والخارجية، وفق رغبات الجماهير التي تتوافر لديها مساحة أكبر للتعبير عن الرأي، على خلاف «الحمير» التي تعيش في حظائر الغرب!
وقال القذافي الذي وصل إلى السلطة في انقلاب عسكري قبل 38 عاما فقط: «تفرّجنا على العالم الذي تطحنه الأحزاب والنظرية التعددية وتبادل السلطة»، ولذلك أعلن ضرورة التشبث بـ «السلطة الشعبية» لتجنيب الشعب الليبي من أن تطحنه الأحزاب! فهي سلطة تعتمد تعاليم وإرشادات «الكتاب الأخضر» الذي ألّفه، وبدأ تطبيقه منذ العام 1977 مع الإعلان عن قيام «الجماهيرية العظمى»، التي أرادت الاستقلال التام عن الغرب، حتى في التقويم، فأسمت يناير بشهر «النار»، وأغسطس بـ «هانيبال»، ويوليو «ناصر»، ومايو بشهر «الماء»!
حمى الله الجماهيرية العربية الشعبية الاشتراكية العظمى من المؤامرات الخارجية، وحفظ نظامها القومي الأصيل من كلّ شرّ وسوء وفساد، وحصّنه من مرض «انفلونزا الحمير»!
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 1860 - الثلثاء 09 أكتوبر 2007م الموافق 27 رمضان 1428هـ