العدد 1860 - الثلثاء 09 أكتوبر 2007م الموافق 27 رمضان 1428هـ

البحرين عاصمة سيدات الأعمال العرب 3/3

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

الشيء الملفت للنظر في أنشطة المرأة في قطاع المال والأعمال هو نزوعها نحو تأسيس تكتلات مالية نسائية في بعض القطاعات التي بات للمرأة خبرة غنية فيها. هناك على سبيل المثل دعوة تشكيل تكتل عقاري نسائي لـ30 سيدة أعمال سعودية. وهي دعوة لتأسيس أول شركة عقارية نسائية في السوق تجمع مستثمرات من مختلف مناطق المملكة برأس مال يبلغ 50 مليون ريال وإعلان الدخول للسوق العقاري، وإنهاء ممارسة النساء للعقار عبر المنازل من خلال الانترنت والهاتف حماية لأموالهن من الضياع في المساهمات العقارية.

وقد شهدت مدن المملكة السعودية عندما انطلقت تلك الدعوة، حركة نسائية نشطة تمثلت في زيارة من مجموعة من سيدات الأعمال لمثيلاتها في مختلف مناطق المملكة للموافقة على إنشاء مثل هذه الشركة العقارية.

هذه المساهمات النسائية المتنامية في قطاع المال والأعمال لاينبغي أن ترسم في أذهاننا صورة وردية بشأن واقع المرأة العربية - بما فيها الخليجية - في هذه المجالات. هذا ما تشير إليه الرئيس التنفيذي لمجموعة شركات العليان السعودية لبنى العليان التي تحدد 5 عوامل رئيسية لنجاح المرأة في مجال الأعمال من أبرزها «توفير التعليم الجيد في المناهج وتوفير فرص التدريب النسائي كما هي متوفرة للرجال بالإضافة إلى تشجيع المبادرة والعمل الجاد والدعم والتشجيع من قبل العائلة وزملاء العمل وضمان الحقوق والمزايا نفسها التي يتمتع بها الرجل للمرأة مثل سهولة التنقل وحرية الوصول إلى المؤسسات الرسمية والاستفادة من الأنظمة والقوانين.»

بهذا تشير العليان إلى المعوقات القائمة التي تحد من الإستفادة القصوى من طاقات المرأة، وتناشد - بطريقة ذكية - بإزالة العقبات من طريقها من أجل تحفيزها أولا، وتعبيد الطريق أمام انخراطها في العملية التنموية الشاملة ثانيا.

تفصل البحرين عن موعد انعقاد الحدثين: المنتدى والمعرض مسافة زمنية قصيرة لابد من استثمار كل لحظة فيها من أجل الإستفادة من حال الحراك المتولدة عن الإستعدادت لهما وتحويلها إلى قنوات كفؤة لترويج البحرين كمركز متقدم متطور لمشروعات المال والأعمال، وعلى وجه الخصوص النسائية منها.

والأمر هنا لايقف عند المحطات التقليدية الترويجية - على رغم أهميتها ونجاح اللجان المنظمة للقائين في تحقيق أهدافها - بل يتطلع إلى ما هو أكثر شمولية واتساعا، بحيث يوفر خدمات ملموسة متطورة أمام المرأة المعاصرة من جهة، ويهيئ البحرين، كدولة ومجتمع، كي تنتزع اعترافا دوليا بأنها عاصمة المرأة العربية في مجال المال والإستثمار من جهة ثانية.

يكفي هنا – من دون الحاجة إلى التوسع في المجالات الأخرى - أن نركز على مجال التدريب (أحد المحاور الرئيسية في الملتقى)، والمقصود هنا التدريب المبدع الخلاق للمرأة، ليست البحرينية فحسب، وإنما الخليجية أيضا. إذ يمكن للبحرين أن تطرح أمام المشاركين في الملتقى مشروع تدريب نسوي يخاطب المرأة من أجل تأهيلها في مجال تأسيس شركات من فئة المؤسسات المتوسطة أو الصغيرة أو متناهية الصغر على سبيل المثال، وصقل مواهبها الإدارية في إدارة وتطوير مثل تلك المؤسسات كي يتنامى حيز مشاركتها في النهوض بالإقتصاد الوطني. والكل منا يدرك الدور المتنامي الضخم الذي باتت تمارسه المؤسسات المتوسطة أو الصغيرة أو متناهية الصغر في الإقتصادات النامية وخصوصا المتجهة نحو الإقتصاد المعرفي.

وعند الحديث عن أية مشروعات لتدريب المرأة، لابد هنا من رؤية علاقة التأثير الإيجابي المتبادل بين الحدثين: الملتقى، وتكريم المبدعات. فعلى رغم كونهما فعاليتين منفصلتين، لكنهما متكاملتين، فمن الطيبيعي أن تصب أية خطط للتدريب في طاحونة برامج تدريبية قادرة على إنتاج امرأة مبدعة في مجال المال والأعمال. والإبداع يمكن أن تكون له أبعاد أفقية بمعنى تدريب مجموعة متميزة من سيدات الأعمال وتأهيلهن للإنخراط في قطاعات مالية وإستثمارية متنوعة، واستكمال ذلك ببعد عمودي يقع إختياره على مجموعات من سيدات الأعمال تؤهل كل مجموعة منها في قطاع متميز مستقل.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1860 - الثلثاء 09 أكتوبر 2007م الموافق 27 رمضان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً