بات من المعتاد أن نتلقى على بريدنا الالكتروني الكثير من الرسائل التي تحمل فتاوى دينية بالمجان وتكثر من طرح الأدعية المباركة وتطلب أن نعيد إرسالها لكل الأحباء لننال الأجر والثواب الكثير! لكن بكل تأكيد صرنا نحتار فيما تحمل هذه الرسائل، فكثير منها مفيد ولكن بعضها يثير علامات الاستعجاب ويكتب بلغة ركيكة فيها الكثير من الأخطاء ما يوضح أن مصدرها غير دقيق وربما غير موثوق وربما له غرض محدد.

الاستفادة من شبكة الانترنت متاح للجميع وهو عمل مشروع، لكن التوغل في الأمور الدينية من صوب كل من هب ودب أمر يحتاج إلى وقفة. فليس كل المتلقين من المتبحرين في الدين وقد نقع في شراك معلومات غير صحيحة تردنا في مثل هذه الرسائل.

وفي خطوة موفقة واعتقد أنها بداية لتصحيح المسار، مع أنها لن تحد من هذه الظاهرة، أطلقت السعودية موقعا رسميا على الانترنت لنشر الفتاوى الإسلامية يحمل اسم هيئة «الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء» التابعة لمجلس كبار العلماء بالمملكة وهي الجهة المسئولة عن نشر الموقع.

ويحتوي الموقع على أقسام مخصصة لنشر الفتاوى التي أصدرها كبار العلماء، منها قسم مخصص لنشر فتاوى رئيس مجلس كبار العلماء ومفتي السعودية السابق الشيخ عبدالعزيز بن باز. ومن المتوقع أن تقوم مؤسسة الأزهر في مصر في اتخاذ إجراءات مشابهة، وكان شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي دعا الشهر الماضي إلى تخصيص قناة فضائية لبث الفتاوى والأحكام الشرعية ووصف الوضع الراهن بأنه يمتلئ بـ «فوضى الفتاوى».