الهدف الأساسي من مشروع البيوت الآيلة للسقوط، هو توفير مسكن لائق للأسر الفقيرة ومحدودة الدخل تقيم فيه لسنوات، وبالتالي فإن عمل رائد كهذا يتطلب حرفية ومهنية عالية، إلا أنه يبدو أن الجهات المعنية مازالت غافلة عن المقاولين الذين ترسى مناقصات البناء عليهم، ومن ثم يقومون بتحويلها إلى عمال فري فيزا ربما لا يعرفون أبجديات البناء وتشييد المنشآت، ما يهدد سلامة وأرواح المواطنين.
غالبية عمال الفري فيزا يعملون في كل شيء يخطر على بال بشر في آن واحد، فتجدهم في الصباح يعملون في السوق، ووقت الظهيرة يجوبون البيوت لبيع الأسماك، وعصرا يغسلون السيارات، وليلا يجوبون الأحياء السكنية بملابس غير لائقة وتخدش الحياء، والآن بدأوا يتجهون للبناء، وهم غير ملومين لأنهم تغربوا عن أوطانهم من أجل الاسترزاق وتوفير لقمة العيش، ومن يستحق المحاسبة هو من استأمنهم على حياة الآخرين. قبل أيام حضر مواطن إلى أحد المجالس البلدية يشكو تخلخل منزل والده الذي تم بناؤه للتو، وبعد معاينة لجنة فنية للمنزل الواقع بمنطقة جدحفص، تبين صحة أقوال المشتكي، وعليه تقرر إلزام المقاول المعني بالهدم وإعادة البناء من جديد.
الحاجة إلى الرقابة ملحة جدا، خصوصا في الأمور التي تمس حياة الناس، وإذا كانت موازنة مشروع «الآيلة» محدودة، فإن ذلك لا يعني القبول بأعداد كبيرة من الطلبات لتنفيذها دفعة واحدة من دون مراعاة معايير الأمن والسلامة.
إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"العدد 1858 - الأحد 07 أكتوبر 2007م الموافق 25 رمضان 1428هـ