تبوأت مملكة البحرين الحبيبة موقعا مهما ومرموقا، على الخريطة العالمية، ولم يأت هذا التنبؤ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تآزر الجميع - حكومة وشعبا - وتكاتفهم، اذ شمروا عن سواعد الجد - كل في مجاله - لبناء هذا الصرح الشامخ المؤسس على أسس سليمة، ومن بين هؤلاء المساهمين شريحة من المجتمع، يطلق عليها اسم المتقاعدين. الآتي مقتطفات من مسيرة حياتهم:
- رغبة في عيش كريم أدلوا بأصواتهم؛ لاستقلال هذه الدولة الحبيبة، كي تنعم بسيادتها.
وطني لو شغلت بالخلد عنه
نازعتني فيه إلى الخلد نفسي
- استعذبوا شظف العيش بنفوس راضية، كيما يشتد عود هذه الدولة الفتية، وترسي قواعدها على أسس سليمة، آملين أن ينهل القطر عليهم - فينة بعد أخرى - بتقادم الاستقرار والازدهار.
- بذلوا قصارى جهدهم - ليل نهار - كل في مجاله، وبحسب قدراته؛ من أجل إعداد أجيال تتحمل ثقل المسئولية المستقبلية بكفاءة، ومن أجل توفير خدمات مستقبلية فضلى، ينعم خلالها الشعب بالراحة.
- ذبل عودهم، ونضبت نضارة محياهم، بعد معاناة - من اجل البناء - لسنين طويلة، اذ تحملوا على إثرها الهموم والمتاعب، فناءت بأجسامهم التي نخرها المرض من ناحية، وانتابها القلق النفسي، نتيجة انحسارها عن المهام التي كانت منوطة بها، من ناحية أخرى، وبالتالي فهذه سنة الحياة.
- على رغم تقدم العمر وعلى رغم تقاعدهم، لم تنته المهام الملقاة على عواتقهم، فإن الحياة لا ترحم، فهم يئنون من وطأتها، إذ يتوزع مرتبهم بين: العلاج، ومتطلبات الحياة لهم ولمن يعولونهم، وإن بقي شيء فلربما تاقت أنفسهم إلى السفر والراحة، التي هم بأشد الحاجة إليها أكثر من غيرهم.
- يغبطون ولا يحسدون، فكم شعروا بالراحة عندما علموا بالزيادة التي نالها: المعلمون، وأصحاب الدرجات العمومية (15 في المئة)، اذ تمنوا لهم المزيد نتيجة للجهد الذي يبذلونه، ولرفع مستواهم المعيشي، إذ إن الزيادة في المرتب، جاءت للتخفيف من: ارتفاع في أسعار المواد، ومواجهة أعباء المعيشة. فإن هذه المعاناة يحس بثقل وطأتها - أيضا - المتقاعدون.
لذلك نهيب بالمسئولين، أن يلتفتوا إلى هذه الشريحة من المجتمع، بأن تشمل هذه الزيادة المتقاعدين؛ كي ترتسم البسمة على وجوههم، فتخفف بعضا من معاناتهم، أسوة بباقي إخوانهم.
أحد المتقاعدين
العدد 1858 - الأحد 07 أكتوبر 2007م الموافق 25 رمضان 1428هـ