أخيرا ائتلفت الفرقة، والتم الشمل، واجتمعت الكلمة، وصفت القلوب، وتوحدت الصفوف، وانطفأ فتيل الطائفية، وخمدت نار الفتنة، وطاح الحطب والتقى النواب متوحدين مؤتلفين متوادين متحابين مجتمعين على كلمة سواء لا يحيلون عنها : نعم لتقاعد النواب.
أصالي يقول: تأخير تقاعد النواب أوجد فراغا تشريعيا! وعلى النواب عدم خذلان أنفسهم بعدم تمرير قانون تقاعد النواب، ومنبري يقول: تقاعد النواب ضرورة! ووفاقي يقول: تقاعد النواب ليس بدعة ومشكلة الناس في البحرين أنهم يسيئون فهم أسس ومبادئ هذا النوع من القوانين! وأرجو من الإعلام عدم إثارة الشارع! ومستقبلي يقول: سنقف مع جميع الكتل لإقرار تقاعد النواب!
نعم هكذا تؤخذ الحقوق بالوحدة لا بالفرقة، وبالإتلاف لا بالاختلاف ويد الله مع الجماعة، امضوا مسددين في مطلبكم العادل ولا تأخذكم في طلب الحق لومة لائم، ازأروا زئير الآساد حتى يستجاب لكم، ولا تركنوا للمساومات التي ربما تضيّع عليكم مستقبلكم ومستقبل أولادكم وأحفادكم وأحفاد أحفادكم، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أخيرا خرجت البطولة من بيضتها بعد أن طال جلوس الدجاجة عليها دورا كاملا، وأخيرا تمخض الجبل فولد أسدا هزبرا وليس فأرا جبانا، وأخيرا نطق القوم «ليس» كفرا بعد أن صمتوا دهرا، بل أجادوا العمل البرلماني وأتقنوه وعرفوا الآن أن الحق لا يؤخذ إلا جماعة لا فرادى، نعم يا نواب الشعب، وليسوا نواب أنفسهم، نعم هكذا تورد الإبل، ومن هنا تؤكل الكتف.
أمضوا فيما أنتم ماضون، ولا تخيفنكم زوابع الإعلام فهي فرقعات وفقاعات ولا طائل من ورائها، أتخافون الإعلام وأنتم فرسان الهيجاء، وأنتم أشاوس الشعب اختاركم للدب عنه، والمطالبة بحقوقه؟ أنتهم لها يا من انشغلتم بحقوق الناس ونسيتم حقوقكم، أنتهم لها يا من نذرتم أنفسكم لخدمة الناس ووتركتم أنفسكم وأبناءكم وأحفادكم وأحفاد أحفادكم وراء ظهوركم، برهنتم ودللتم، وأثبتم أنكم أهل النيابة عن الشعب، لا يلحقكم في خدمته لاحق، ولا يفوقكم فائق، ولا يسبقكم سابق، فسلام عليكم يوم انتخبتم ويوم فزتم ويوم تتقاعدون!
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 1857 - السبت 06 أكتوبر 2007م الموافق 24 رمضان 1428هـ