كلما واجه أحد السياسيين الغربيين وخصوصا حلفاء الولايات المتحدة في العراق، مأزقا في بلدانهم خفوا إلى العراق والتقطوا الصور مع جنودهم وأطلقوا تصريحات نارية بعد أن يتسللوا في الخفاء إلى هذا البلد المضطرب. آخر هؤلاء كان رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون الذي كان من المقرر أن يدلي ببيان سحب قوات بريطانية من العراق أمام مجلس العموم البريطاني( البرلمان) غدا الاثنين لكنه فضل وكما شاهدنا استغلال زيارته للعراق مناسبة لإحراز بعض النقاط في شعبيته بالتزامن مع حملة تنظيم انتخابات مبكرة ومن أجل إفشال مؤتمر المحافظين الذي عقد في بلاكبول.

نظمت الزيارة المفاجئة للعراق فقط ليعلن براون عن توقعاته بسحب ألف جندي فقط من البصرة. الأجدر برئيس وزراء بريطانيا الإعلان عن سحب كل قواته إن كان صادقا في أن الوضع في العراق مستقر وأن القوات العراقية مؤهلة بما فيه الكفاية لتولي زمام الأمن.

إن الخطوة البراونية هي مجرد حركة بهلوانية سياسية ولعب كرة قدم سياسية على حساب الشعب البريطاني الذي يتوق إلى رؤية أبنائه عائدين إلى أرض الوطن. ولا نستبعد أن تكون المبادرة محاولة إلى التهدئة في المواجهة مع إيران خصوصا أن الأخيرة كشفت عن تطورات عسكرية مرعبة تمثلت في عرض صاروخ بعيد المدى بالإضافة إلى نظام مراقبة جديد “هدهد” يجعل كل التحركات في المنطقة تحت التحكم الفوري للحرس الثوري الإيراني.

اذا في كل الأحوال لا ينظر إلى الدعاية البريطانية على أنها نتاج لتقدم أمني وسياسي في العراق بل مجرد هروب من الواقع المرير.