يدور حاليا داخل أروقة اتحاد الكرة ولجنة المنتخبات الكروية توجه جديد في التعاطي والتعامل مع الصحافة الرياضية وتنظيم العلاقة وخصوصا في الأمور المتعلقة بالمنتخبين الأول والأولمبي وكيفية إبراز أخبار المنتخبين في المرحلة المقبلة المهمة في التصفيات الآسيوية لمونديال 2010 وأولمبياد بكين 2008.
لا خلاف على أهمية الحاجة إلى بناء علاقة تعاون وتنظيم بين الصحافة والمنتخب والتي يجب أن تؤطرها المصلحة العامة لتجعل المنتخب يخوض مشوار مشاركاته الخارجية المختلفة بصورة مستقرة يشعر خلالها بالدعم الإعلامي الايجابي وفي الوقت نفسه تقوم الصحافة بعملها من دون قيود وتربيطات وتعليمات تجرد الصحافة من الروح والتفاعل المطلوب في إبراز أخبار المنتخب في مبارياته وتدريباته وفق ما يراه ولا يراه غيره، بدلا من أن يتحول الصحافي إلى مجرد «متلقٍ» ينقل ما يريده القائمون على المنتخب.
ومن خلال متابعتي وتكليفي بتغطية أمور المنتخب الكروي منذ عدة سنوات، وجدت أن العلاقة بين الصحافة والمنتخب وخصوصا في السنوات الأخيرة التي شهدت «طفرة المنتخب»، علاقة تحتاج إلى تواصل وخط واضح يمكن للصحافي السير عليه ويكون على بينة في تعاطيه مع أمور المنتخب. فمثلا، تكون الأهداف غامضة بشأن مشاركة المنتخب قبل كل بطولة أو مباراة، وبالتالي تحدث ردة الفعل السلبية وانفلات المفاهيم في الشارع الرياضي في حال الإخفاق، في الوقت الذي كنا ومازلنا نطالب فيه بتواصل الجلسات أو اجتماعات بين المسئولين عن المنتخب والصحافة قبل البطولات يتم خلالها وضع الاستراتيجية التي يعمل وفقها الجميع في مختلف الظروف.
وما يتردد عن حضور الصحافي ربع ساعة فقط من تدريب المنتخب يعتبر من القيود الجديدة على الصحافيين وخصوصا إذا كان المقصود بذلك التدريبات اليومية الاعتيادية؛ لأن ذلك من حق الصحافة واستبعاد الصحافة يجردها ويقلص من حضورها في التفاعل مع المنتخب، وقد يكون لذلك تبعات سلبية تفوق الهدف المرجو من هذه الخطوة ويفتح باب الاجتهادات والتأويلات أمام الصحافي لنقل أمور قد سمعها من دون أن يشاهدها!
ثم اذا كان اتحاد الكرة ولجنة المنتخبات لديها تلك التوجهات، فهل أعدت أنفسها للتعاطي مع الصحافة من خلال تهيئة منسقين إعلاميين لديهم صلاحيات وإلمام بأمور المنتخب ويكون لديهم تواصل يومي مع الصحافيين، وكذلك وضع آلية بالنسبة لتصريحات الإداريين والجهاز الفني واللاعبين.
وكل ما نخشاه أن تأتي الإجراءات التي تدرسها لجنة المنتخبات لتشبه «الحرب ضد الصحافة» وتزيد الأمور توترا وتعقيدا بين الطرفين اللذين يجب أن يعملا بعلاقة تكاملية وليست ذات جفاء، ينظر خلالها إلى الصحافي كأنه «جاسوس» يعمل ضد المنتخب مشكوك في تحركاته ومحروم من أخباره ويجب تقليم قلمه!
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 1857 - السبت 06 أكتوبر 2007م الموافق 24 رمضان 1428هـ