تحتفل مقاطعة باثرست الأسترالية هذه الأيام باستضافتها الجولة العاشرة من سلسلة سباقات الفي ايت الأسترالية. وتصل أهمية هذه الجولة إلى درجة التقديس عند الأستراليين المولعين إلى درجة الجنون بهذا السباق وخصوصا أن مؤسس سباقات الفي ايت الأسترالية وسائق فريق الهولدن (بيتر بروك) يعتبر الأب الروحي لهم جميعا.
وخلال وجودي للمرة الأولى في حلبة بانوراما التاريخية والتي يمتد مضمارها على سلسلة من الجبال الزرقاء، وجدت الاهتمام الكبير من قبل الاستراليين بهذا السباق، إذ إنهم حرصوا على الوجود قبل 5 أيام من السباق والتخييم في المنطقة المحيطة بالحلبة، قادمين من مختلف مدن وقرى أستراليا، يعيشون أيام السباق بأكملها وكأنها جزء لا يتجزأ من حياتهم. ولدى لقائنا بالمدير الإعلامي للبطولة أكد أنه في هذا العام أجّرت أماكن أكثر للتخييم عن العام الماضي.
أمر آخر أذهلني أيضا خلال تجولنا في أسواق باثرست ومطاعمها، وجدت أن المحال جهزت نفسها واستعدت لاستقبال هذا الحدث وكأنه أحد المناسبات السنوية كالأعياد السنوية التي يتم الاحتفال بها كالكريسمس، من خلال وضع ملصقات وبوسترات فرق وسائقين، ولم ينسوا أيضا وضع ذكريات الأب الروحي بيتر بروك، أما المطاعم فكان لها دور آخر أيضا، فأعدت وجبات خاصة بمسميات سائقين وفرق، وكانت قوائم الطلبات الرئيسية تحت اسم (أطباق الفي ايت).
أما عامة الناس فحتى ملابسهم في هذه الفترة تتغير، فلا يلبسون إلا الملابس التي كتبت ورسمت عليها شعارات الفرق وصور السائقين، فالمدينة بشكل عام تعيش أيام احتفالات كبيرة خلال فترة السباق يحرص كل من فيها على الاحتفال بها بطريقته الخاصة.
وعند لقائنا بعدد من الاستراليين سواء سائقين أو فرق أو حتى من الجمهور، الكل أصبح يعرف مملكة البحرين، ومن زارها في العام الماضي أكد أنه استمتع كثيرا ولقي حسن الضيافة والاستقبال وعبر عن إعجابه بحلبة البحرين الدولية وما توفره من خدمات راقية وتميزها بأحدث التكنولوجيا، وكانوا أيضا يتطلعون للعودة إليها مرة أخرى، ومن سمع عن البحرين ولم يزرها أكد أنه سيسعى لحضور جولة (صحراء 400)، أما السائقون فعبروا عن سعادتهم الكبيرة بالقيادة على مضمار حلبة البحرين الدولية أحدث وأجمل مضمار قادوا عليه سياراتهم الفي ايت، أما المسئولون فأكدوا أن ما توفره الحلبة من خدمات وتجهيزات لهذا الحدث راقية.
أمر جميل عندما يذكر اسم البلد ويعرف من قبل الكثير من الناس من مختلف بقاع العالم، فحلبة البحرين الدولية رمز من رموز المملكة، وكان لها دور كبير في الترويج لها، وخصوصا باستضافة هذه الفعاليات الرياضية الضخمة التي تعجز عن تنظيمها بلدان كثيرة.
إقرأ أيضا لـ "اسامة الليث"العدد 1856 - الجمعة 05 أكتوبر 2007م الموافق 23 رمضان 1428هـ