البيان الرسمي الذي جاء من وزارة الإعلام على إثر لقاء وزير الإعلام الجديد جهاد بوكمال برؤساء تحرير الصحف المحلية، أعطى إشارة على أن اللقاء كان إيجابيا خصوصا فيما يتعلق بالهم الأكبر للجسم الصحافي ألا وهو قانون الصحافة، وبدا أن بوكمال كان حريصا على أن يكون واقعيا في موقفه من قانون الصحافة، إذ أشار إلى أنه سيسهم في دعم إصدار قانون للصحافة يرضي كل الأطراف، وخصوصا «الأسرة الصحافية».
وربما هذا يحسب لبوكمال إذ لم يبع رؤساء التحرير «سمكا في ماء»، وإنما كان منطقيا فيما صرح به، نأمل ألا تكون مناقشات هذا اللقاء «محلك سر» مثل اللقاءات التي عقدها وزيرا الإعلام السابقان فور توليهما الوزارة مع رؤساء التحرير، والتي تبين لاحقا أنها كانت مجرد لقاءات شكلية لا أكثر ولا أقل.
والواقع فإن تاريخ علاقة بوكمال مع الصحافيين كان إيجابيا منذ أن كان نائبا، والحق يقال في أن الرجل كان يقدر الصحافيين ويتعامل معهم كونهم يمثلون سلطة رابعة بمعنى الكلمة، وربما هذا ما نعول عليه كثيرا حين تتم مناقشة قانون الصحافة في البرلمان. الآن وبعد خمس سنوات من مناقشة قانون لمهنة لطالما دافعت وتدافع عن الحريات العامة، أصبح من غير المعقول أن يستمروا في دفاعهم عن حرية الكلمة من دون قانون ينصفهم، ونعم... لقد مللنا الوعود والضحك على الذقون والتلاعب بمصير الصحافيين البحرينيين.
إقرأ أيضا لـ "أماني المسقطي"العدد 1856 - الجمعة 05 أكتوبر 2007م الموافق 23 رمضان 1428هـ