مبروكٌ للمعلمين والمعلمات في يومهم العالمي، محظوظون السنة، حفلات تكريم وهدايا وعلاوات، وكادر في الطريق، وفوق ذلك مهرجان خاص لإحياء يوم المعلّم العالمي. بس تستاهلون كلّ خير!
فالبرنامج الذي وزّعته «لجنة يوم المعلّم» على المدارس للاحتفال مساء اليوم من الثامنة إلى الحادية عشرة تضمّن ركوب الخيل والعربة و(الپوني)، وهي تدل على الاهتمام بالناحية الجسدية للمعلّمين والمعلّمات. فالخيول للرجال، والعربات للأطفال، أمّا المعلّمات من غير ذوات الخبرة بركوب الخيل المطهمة والعربات، فقد خصّص لهن ّعددٌ من «الپونيّات».
أما من الناحية الغذائية والصحية، فسوف يتم توفير الفشار والذرة و(الدونت) والآيسكريم و«شعر البنات»! والصنف الأخير هو الأهم، فالاسم له نكهةٌ شاعريةٌ من شأنها أن تضفي جوا رومانسيا من الدرجة الأولى، ولأنه يحتوي على كميةٍ كبيرةٍ من السكريات التي يحتاج إليها المعلمون والمعلمات في رمضان.
ولأنّ الوزارة مهتمة جدا بالتراث الوطني، فإنها خصّصت جانبا للأكلات الشعبية، مچبوس وبرياني و(تحت الجِدِر)، علما بأنه تم مراعاة خلوها من الدهون والكوليسترول لضمان صحّة المدرّسين والمدرّسات، وتجنب ارتفاع ضغط الدم، فهم دعامة العملية التعليمية والركن الأساسي للنهوض بالتعليم.
ولأنّ الوزارة تحرص تماما على المدرّسين وأسرهم، وتضعهم نصب عينها في مخططاتها ومشاريعها المستقبلية، بما فيها الكادر الجديد الذي سيخرجهم من الظلمات إلى النور، ومن الحاجة والكفاف إلى البحبوحة والرخاء؛ فإنها أحضرت لأطفالهم من الألعاب ما لا يخطر على قلب بشر، فهناك «القطار السريع» الذي يسير بالطاقة النووية. وهناك «البيت الهزّاز»، وهذه فرصةٌ ليركب المعلّم وعائلته في القطار ليروّح به عن نفسه، أو تركب المعلمة مع أطفالها في البيت الهزّاز، خصوصا مَنْ ترغب منهن في إنقاص وزنها، فهذه أفضل وأسلم طريقةٍ لعمل الريجيم، دون مضاعفات صحية أو بيولوجية أو سيكولوجية!
إلى جانب القطار والبيت الهزاز، هناك شخصياتٌ كارتونية ستحضر حفل تكريم المعلمين، ولم تحدّد اللجنة هذه الشخصيات وتركتها مفاجأة للجمهور لمزيدٍ من الإثارة والتشويق، ولتترك لكم المجال لتتخيّلوا مَنْ ستلتقونهم من شخصيات كارتونية، ربما يكون من بينها «ميكي ماوس»، أو «سبايدرمان» أو «باتمان»، وربما يحالفكم الحظ بالالتقاء بالشخصية الإماراتية الجميلة «أم خمّاس»!
هناك أيضا فعالية مهمة جدا، غير تقليدية، فيها كثيرٌ من الإبداع والابتكار، ربما لم تشاهدوها في عمركم من قبل، وهي «تلوين الوجوه»! فهذه الطريقة تم التعرّف عليها في آخر الزيارات الميدانية لليابان وسنغافورة، ولأننا نحبّ أنْ نقتدي بالتجارب الناجحة في العالم؛ لتطوير المستوى الوظيفي وتحسين المخرجات التعليمية، والارتقاء بجودة التعليم، فإننا أضفنا فقرة «تلوين الوجوه»... حشا، هذي حفلة تنكرية مو تكريم!
ويش تبغون بعد؟ پوني ونفّيش وشعر بنات، الله للصحافيين المساكين، لا دونت ولا بيت هزاز ولا حتى شعر عجايز! فيه أحد مدلل مثلكم؟ بس أهم شيء، اتركوا عنكم كادر ما كادر، ولا تعلقون شارة سوده على صدوركم، وخلّوا عنكم هالبدع والخرابيط!
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 1855 - الخميس 04 أكتوبر 2007م الموافق 22 رمضان 1428هـ