أعدت إذاعة BBC يوم أمس تقريرا مفصلا عن استعدادات جنوب إفريقيا لاستضافة الحدث الرياضي الأبرز في تاريخها وهو بلا شك نهائيات كأس العالم 2010 التي تستضيفها القارة الإفريقية لأول مرة في تاريخها.

عندما أعلن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) السويسري جوزيف بلاتر نبأ فوز جنوب إفريقيا بشرف التنظيم قبل أكثر من 6 سنوات كانت جنوب إفريقيا تحتفل من أقصاها إلى أقصاها، أما اليوم فهي في سباق محموم مع الزمن من أجل إكمال الاستعدادات الكبيرة في الموعد المقرر لها وإلا فإن الفيفا يلتزم بقوانين دقيقة قد تحرم الأفارقة من أول استضافة!

جنوب إفريقيا التي خرجت مع بداية التسعينات من نظام عنصري بغيض تمكنت من أن تنال احترام العالم وتقديره، وهو ما دفعه (الفيفا) ليعطيها شرف الاستضافة بعد تدخل الرجل التاريخي لجنوب إفريقيا نيلسون مانديلا الذي كان بحق عراب جنوب إفريقيا لنيل هذا الشرف.

المونديال العالمي الذي يشكل الحدث الرياضي الأبرز من الصعب تماما استضافته، والمشكلة ليست في الحصول على حق الاستضافة فقط وإنما في إنجاز الوعود التي قطعت كاملة في البرنامج المقدم للفيفا.

فالعمل اللاحق أكثر من السابق بكثير، وهو ما دفع نائب رئيس اللجنة المنظمة للمونديال في جنوب إفريقيا إلى تقديم استقالته أمام تأخر بناء المنشآت الرياضية وإكمال البنية التحتية واستعدادات الأمن والصحة وغيرها، فكأس العالم ليس مجرد حدث رياضي بل هو حدث سياسي واقتصادي وسياحي بامتياز.

وإذا كانت معاناة المستضيف كبيرة في تهيئة الظروف الملائمة لإكمال استعداداته، فإن التواقين إلى الوصول إلى هناك معاناتهم أكبر كما يبدو وخصوصا عرب آسيا ومنهم منتخبنا الوطني.

فالجولة الرابعة من التصفيات الآسيوية شهدت سقوطا مريعا للمنتخبات العربية التي لم يعد أي منهما يحتل في الوقت الحالي مركزا مؤهلا مباشرة للمونديال.

فالسعودية تراجعت في مجموعتها إلى المركز الرابع بعد هزيمتها من كوريا الجنوبية وخلفها في المركز الأخير يقبع المنتخب الإماراتي بنقطة وحيدة، في حين أن منتخبنا تلقى خسارته الثانية على أرضه وبقي في قاع الترتيب، في الوقت الذي لم يكن فيه المنتخب القطري أفضل حالا مع المدرب الجديد ميتسو وتعرض لخسارة ثانية على التوالي وبثلاثية من اليابان بعد رباعية أستراليا.

وإذا كان منتخبنا والمنتخب القطري بعيدين تماما كما يبدو عن التأهل المباشر عن مجموعتهم في ظل السيطرة المطلقة للمنتخبين الاسترالي والياباني، فإن المجموعة الأخرى تبدو فيها الحظوظ أفضل في ظل امتلاك السعودية 4 نقاط خلف إيران صاحبة المركز الثاني بخمس نقاط.

التأهل إلى كأس العالم لا يمكن أن يأتي هكذا من دون استعداد كامل من مختلف النواحي، لأن المونديال لا يقبل أنصاف المنتخبات وإنما يريد منتخبات قوية ومتكاملة، كما هو الحال في الاستضافة، إذ لا مجال لأنصاف الحلول وإنما يجب الوفاء بكل العهود.

طريق المونديال مازال مبكرا لكننا فقدنا كل الفرص مسبقا، ولم يبق أمامنا إلا المركز الثالث الذي يتطلب رحلة شاقة في ملحق آسيوي ومن ثم ملحق آسيوي - أوقيانوسي، ومن أراد التأهل من هذا الملحق عليه العمل من الآن وقبل فوات الأوان لأن البطاقات المباشرة عن مجموعتنا تحديدا طارت من غير رجعة.