لعل الحديث عن أحياء المنامة دفع البعض إلى سرد جميع أسماء أحياء هذه العاصمة المنسية في بادرة طيبة جاءت من أجل تأكيدها وعدم نسيان أي من «فرجان لول» مثل فريج المخارقة وغيره.
إن طرح هذا الموضوع لايقصد منه استثناء أحد, غير أن الوضع المأسوي الذي تعيشه المنامة أكد الحاجة إلى كتابة المزيد, و لعل من بعد هذا الحديث نجد من يتبنى مشروع المنامة بجدية, فيكفينا تشويها لشكلها ولشكل أحيائها. فلو لم تكن المنامة واقعا مؤلما لما كانت حاجة التطرق إلى موضوع يرغب معظمنا الحديث عنه بمختلف المستويات.
على سبيل المثال، سوق المنامة التي يتم تطوير واجهتها حاليا عند باب البحرين، نجد أن هذا المشروع لم يحفظ هوية المكان، لأن مبانيه هدمت بدلا من أن ترمم, أي ببساطة غاب التاريخ الذي يحكي لنا أهمية هذا الموقع لأهم ميناء تجاري ونقطة التقاء لجميع الأجناس التي ذهبت وجاءت إلى البحرين.
هناك الكثير من لا يعرف تاريخ هذا المكان, ولا يعرف أنه في يوم ما كان بحرا وبوابة ميناء قديم بما فيها الأسواق المتفرعة منه مثل سوق الطواويش حيث اشتهرت البحرين في صياغة الذهب واللؤلؤ الطبيعي.
غير أن سوق الطواويش قد رحلت مع الوقت وأصبحت اليوم حيا هنديا إن لم يكن هندوسيا بالدرجة الأولى لاحتضانه معبدا لطائفة الهندوس ومحلات لبيع الورد والذهب والحاجيات والأطعمة الآسيوية.
سوق الأقمشة أيضا التي كانت تسمى في وقت سابق بسوق اليهود في أوائل القرن الماضي تشوهت لكثر «البسطات الآسيوية» المخالفة التي تبيع بضائع مسروقة أو غير معروفة المصدر وهي في ازدياد لأن بعض التجار البحرينيين للأسف يؤجرون واجهات محلاتهم لبعض الآسيويين من فئة «العمالة السائبة» مقابل بعض الدنانير... و هناك البعض من هؤلاء التجار الذين يؤجرون محلاتهم على تجار آسيويين «ممن لديهم إقامة شرعية»، ولكن لا يعلم البحرينيون أن التاجر الآسيوي يؤجر واجهته للتجار الصغار من فئة « العمالة السائبة».
مثل هذه الأمور اعترض عليها منذ أيام قليلة بعض التجار، ولكن هذا الاعتراض في غير محله، لأن ما تقوم به بلدية المنامة من جهود للحد من هذه الظاهرة أمام المحلات الكائنة على أطراف السوق القديمة هي خطوة إيجابية نحو إبعاد الممارسات التي تزيد من تدهور حال المنامة أكثر وأكثر... فهل يتعاون الجميع من أجل عاصمتنا؟
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 2272 - الإثنين 24 نوفمبر 2008م الموافق 25 ذي القعدة 1429هـ