العدد 1854 - الأربعاء 03 أكتوبر 2007م الموافق 21 رمضان 1428هـ

«فريج»... وقصة نجاح إماراتية

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

محمد سعيد حارب، هو اسم لن يشطب من قائمة المبدعين العرب القادم من منطقة الخليج وتحديدا من إمارة دبي، صاحبة النفَس المتجدد في كل مجال, والمعروفة باحتضانها لشتى الخبرات بمختلف المجالات من خلال مدينة دبي للإعلام التي أصبحت اليوم بلا منافس، مدينة إعلامية متكاملة على مستوى العالم العربي تتبنّى طاقات الإبداع لتقديم أفضل ما لديها.

وبن حارب الذي هو صاحب فكرة وإخراج شخصيات المسلسل الكارتوني الإماراتي الأول «فريج»، يطل في رمضان هذا العام, وهو بعمله المبتكر نموذج للشاب العصامي، الذي لم يترك لليأس مكانا ليحبط أحلامه وطموحاته في مجال جديد قلّما دخل إليه العنصر الخليجي وربما لم يتعرّف عليه لأسباب قد لا يكون هو السبب فيها.

وفي زيارة بن حارب للمنامة أمس الأول ضمن الحفل التكريمي الذي نظمته جامعة الخليج العربي على شرفه، تحدّث هذا الشاب الإماراتي عن تجربته التي اخترنا بعضا منها في أسطر هذا المقال, موضحا أنّ المصادفة هي التي قادته إلى ترك دراسة الهندسة المعمارية والانتقال إلى دراسة الإعلام العام والرسوم المتحركة.

بن حارب الذي تحدّث عن حلم صقله أكاديميا، لم يكن من اليسير عليه أن يحققه بعد عودته إلى أرض الوطن, إلا أنّ احتضان مدينة الإعلام للخبرات والدعم الذي قدمته مؤسسة محمد بن راشد لدعم مشروعات الشباب ساعده في النهاية في تحقيق حلمه وإنجاز عمل فريد, حقق فيما بعد صدى كبيرا, بسبب سمته وهويته الإماراتية الخالصة - أي منتج إمارتي بعناصر متكاملة - مستخدما التكنولوجيا الرقمية ذات الأبعاد الثلاثة، ومصمّما للمشاهد الصغير والكبير دون استثناء وذلك عبر بطولة أربع نساء (عيايز) يلبسن البرقع وهن أم سعيد (العجوز الحكيمة)، وأم سلوم (العجوز ذات الشخصية الضعيفة والتي تنسى بسرعة ولا تتذوق الشعر)، وأم علاوي (العجوز المتعلمة، التي تتحدث بطلاقة وتفهم كثيرا في الثقافة ولكن عربيتها مكسرة لأنها عجمية)، وأم خماس (العجوز التي لا يهمها شيء, تؤمن باستخدام قوّتها الجسدية، وأزواجها الثلاثة توفوا في ظروف غامضة).

لقد استطاع هذا المبتكر الإماراتي عبر الرسم الالكتروني «الأنيميشن» رسم ملامح شخصياته الأساسية بـ «البراقع» التي ترتديها نسوة الخليج منذ الزمن القديم وحتى الآن, وهو جزء من التراث والثقافة التي ترعرع فيها بن حارب وقدمها ضمن مشروع تخرجه, عندما كان طالبا في جامعة بوسطن, ورأى أساتذته على انها مادة كارتونية جديدة باعتبار أنها تمثل العنصر النسائي من منطقة عرف عنها بهيمنتها الذكورية, فكان محلّ اهتمام وإعجاب لصورة غير مألوفة عن خصوصية نساء هذه المنطقة.

هذا المنتج الإماراتي لم يظهر على السطح إلا عندما توافرت عناصر العمل الناجح ما جعله بحق يتصدر على التوالي باقي الأعمال الخليجية لهذا العام... ويكفي أن رئيسة جامعة الخليج العربي رفيعة غباش قالت في الحفل: «على رغم وجود البنايات الشاهقة والتطور الحاصل في الإمارات الذي جعلها محلّ إعجاب الزوار والمقيمين فإنّ «فريج» أصبح حاليا يحمل سمة ووجها آخر لشكل الإمارات... وكوني إماراتية فإنني أفتخر بهذا المنتج الجديد الذي يضيف إلى رصيد إنجازات الإمارات»...

ونحن بدورنا ندعو الجميع للاستفادة والتعلم من تجربة بن حارب في باقي دول الخليج.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1854 - الأربعاء 03 أكتوبر 2007م الموافق 21 رمضان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً