يوم أمس اجتمع وزير الإعلام الجديد جهاد بوكمال مع رؤساء تحرير الصحف المحلية اليومية وأكد في بداية اللقاء حرصه على توطيد الشراكة الفعلية بين وزارة الإعلام والقائمين على الصحافة المحلية، مشيرا إلى أنه لا يخفى على أحد أن التحديات أمامنا كبيرة، وأن لغة العصر هي لغة الاقتصاد، وبلادنا تسير ضمن خطة للتنمية الاقتصادية، والارتقاء بمهنة الإعلام يستلزم تطوير العنصر البشري، وتطوير المهنة أمر نحتاجه بهدف النهوض بالمجتمع، معبرا عن تفاؤله بشأن المستقبل.
رؤساء التحرير طرحوا موضوع قانون الصحافة وكيف أن الجسد الصحافي كان قد اتفق في نهاية 2002 وطرح مقترحا متوافقا عليه مع ثلاثة وزراء، ولكن أي تقدم لم يحدث في هذا المجال على رغم وعود القيادة السياسية المتكررة.
لقد طرح رؤساء التحرير أمس موضوع تنظيم سوق الصحافة، فالسوق الإعلامية لم تكبر منذ 2004 ولكن عدد الصحف يزداد والكلف تزداد وهذا يهدد مستقبل المهنة اقتصاديا.
قضايا أخرى طرحت على جانب الموضوعين المذكورين أعلاه، وكان وزير الإعلام يؤكد أن قلبه مفتوح قبل أن يكون بابه مفتوحا دائما في مجال الاستماع لمختلف الآراء والتعاون من أجل دعم البلاد.
وبشأن التراخيص الجديدة للصحف، قال الوزير إننا نعيش في اقتصاد حر وليس موجها، والدولة تعمل بجد من أجل تحقيق التطلعات... مشيرا إلى أنه سيسعى إلى النظر في موضوع دعم الصحف من خلال إزالة رسوم الجمارك على الورق وغيرها من المواد الاستهلاكية والمعدات، كما سينظر إلى مطلب إيصال الصحف البحرينية إلى دول مجلس التعاون من دون تحمل الكلف الكبيرة للجمارك التي لا تقدر عليها الصحف وهي تمثل عائقا كبيرا.
هناك نقطة أثيرت بشأن التغطيات الصحافية السلبية التي من الممكن أن تؤثر على الاستثمارات، ولكن الواقع هو أن الذي يشرد الاستثمارات ليست الصحافة الحرة، ودليل ذلك أن كل الدول المتطورة اقتصاديا لديها صحافة نزيهة تغطي الحوادث والقضايا المختلفة. إن ما يشرد الاستثمارات هو الفساد الإداري والسياسي والبيروقراطية القاتلة... والصحافة تؤدي أكبر خدمة للوطن من خلال الكشف عن الفساد وعن العطل البيروقراطي وعن الجمود الإداري. ودليل ذلك أن القطاع المالي متطور لأنه يلتزم بضوابط الشفافية الدولية ويلتزم بضوابط الحسابات المالية، وهو قطاع لديه وسائل إعلام ووكلات دولية تصدقه القول... وهذا النجاح يمكن تعميمه على مختلف القطاعات الأخرى بما في ذلك الدوائر الحكومية، وهذا هو السبيل الأفضل لدعم التنمية الاقتصادية وجذب الاستثمار الأجنبي. إن دور الصحافة هو أن تصحح الأخطاء وتكشف ما يمكن كشفه وليس تغطيته، والصحافة الوطنية (المستقلة) هي التي تؤدي دورها للمجتمع بإخلاص وهي التي تجذب المال الشريف لبلادنا الشريفة.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1854 - الأربعاء 03 أكتوبر 2007م الموافق 21 رمضان 1428هـ