منذ أكثر من مئة عام قال «إن اللاعنف هو القوة العظمى لدى الإنسان. وهو أعظم ما أبدعه الإنسان من أكثر الأسلحة قدرة على التدمير». لكن بعد 79 عاما من عمره في محاربة العنف بشتى أشكاله وصوره، حتى في أحلك الظروف، قضت عليه ثلاث رصاصات « عنيفة» في المحاولة السادسة لاغتياله.
كان ذلك المهاتما غاندي، الذي اعتبر بحق الأب الروحي للهند الحديثة، بتلك الخرق البيضاء البالية التي غلف بها جسده النحيل، ورأسه المحلوق، ونظارته المستديرة، ونعله المصنوع بكل فخر « في الهند» في وقت كانت الأحذية البريطانية الصنع تغرق الأسواق.
صدر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتبار يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول من كل عام، وهو ذكرى ميلاد غاندي الراحل، هو «اليوم العالمي للاعنف»، بعد أن كرس الأخير بجدارة ما عرف في عالم السياسية بـ «المقاومة السلمية» أو فلسفة اللاعنف (الساتياراها). واحتفل الهنود أمس بالذكرى الـ183 لميلاد زعيمهم، مرسلين رسالة صامتة وسلمية « على طريقة غاندي» لنبذ فكرة العنف في العالم.
لم يدخر غاندي أسلوبا للتعبير عن سياسته تلك، من الصيام إلى المقاطعة إلى الاعتصام إلى العصيان المدني. لكنه اشترط نظريا أن يتمتع الخصم « ببقية من الضمير» لكي تنجح معه سياسة اللاعنف.
كان صوتا هادئا متزنا صابرا، غير الكثير في تاريخ الهند، فهل ينفع هذا الصوت لو وجد في أيامنا هذه في أن يغير شيئا، وسط صراخ لا نهاية له؟... من يدري؟
إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"العدد 1853 - الثلثاء 02 أكتوبر 2007م الموافق 20 رمضان 1428هـ