كثر الكلام عن الوعود التي تطلقها المؤسسة العامّة للشباب والرياضة بخصوص الأندية النموذجية ومواعيد الافتتاح الرسمي لها، وأندية الدمج والطريقة الجديدة التي ستدار من خلالها الرياضة المستقبلية التي ستتكون فقط من عدد بسيط من الأندية المعدودة على أصابع اليد والقدمين، غير أنّ هذا كله لم يتحقق وبات الجميع يتحدّث عن الوضع الجديد الذي تركته المؤسسة يتحدد وفقا للظروف والمعطيات.
فمن جهة الأندية النموذجية التي كانت فيها خطط المؤسسة العامّة أنْ تنتهي بعد سنوات بسيطة من إقرار الفكرة، ها هي أندية كالشباب والرفاع ينتظرون افتتاح أنديتها الجديدة بعد أكثر من 5 سنوات بناء، ولو رجعنا إلى الفترة التي كانت المؤسسة قد وضعته موعدا مقترحا للانتهاء ليتبين لنا بأنه من الأساس قد انتهت فترة البناء وأنه قد استغلت الملاعب والصالات فيها للمباريات والتدريبات وغيرها، في المقابل هاهي أندية كالنجمة وسترة والتضامن تنتظر بفارغ الصبر أن يكتب لها القدر موعدا يقر لبدأ البناء الذي لن ينتهي إلا بعد 6 إلى 8 سنوات من بنائه، فذلك نادي النجمة الذي يعد أحد الأندية الرافدة للمنتخبات الوطنية للتو فقط وقعت المناقصة التي رست عليها المؤسسة للبناء، فيما التضامن الذي يعد أول نادٍ يضع من خلاله ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد حجر الأساس يعاني الأمرّين وقد بانت في السنوات الماضية عدم نيّة المؤسسة بناء هذا النادي الذي يوما بعد يوم تتناقص أعضاؤه، وذلك سترة الذي يعد أحد الأندية التابعة لأكبر مناطق البحرين ولاعبوه مازالوا يلعبون على ملعب رملي يجاور الشارع العام ولا يعلم عن أمر بنائه النموذجي أي شيء.
أمست المؤسسة بحاجة إلى أنْ تكون صادقة مع الأندية التابعة لها وأن تعرض الحقيقة للرأي العام من دون تزوير أو قلب للواقع وتلميع للصورة وعرض الواقع من أبوابه الواسعة.
التأخير الحاصل في بناء هذه الأندية النموذجية وغيرها ممن وقعت المؤسسة لها عقد البناء، يعود بالدرجة الأولى إلى هذه الأخيرة، والغريب أن الحجة التي تسوقها المؤسسة العامة للرأي العام من أنّ تأخير الأندية النموذجية يعود بالدرجة الأولى إلى غلاء مواد البناء وغيرها مما يتعلّق بأمور البناء تعد حجة واهية، لكننا نرد على المؤسسة بالآتي، ألم تأكدي للجميع ممن قام بعملية الدمج بأنها ستبني لهم أنديتها سريعا وفي فترة سنة أو سنتين ونحن الآن وصلنا فقط في بناء ناديين هما الشباب والرفاع إلى أكثر من 6 سنوات، وبالتالي من المؤكد أنّ المؤسسة مع تأخرها ستعاني الأمرّين وكلما تأخرت في بناء الأندية الأخرى فإنها ستقول إن الموازنات الموضوعة للبناء قد تضاعفت أضعافا مضاعفة والسبب هو المؤسسة وتأخيرها ونقضها للوعود، إذ كان بإمكانها أن تنهي أعمال الأندية كما اقترحت في سنتين من اقتراحها ببناء أندية الرفاع، الشباب، التضامن، النجمة، سترة وغيرها.
نعم ليست المؤسسة فقط هي المسئولة عن التأخير في البناء وإنما أيضا الدعم الحكومي الواجب يعد ضعيفا بالنسبة للرياضة وهو ما لا يخدم الرياضة في البحرين، وبالتالي فإننا نتمنى أنْ تقوم الحكومة البحرينية بدورها في إشباع رغبات الشباب الرياضي صاحبة الشريحة الواسعة الذي يتمنى أن تكون له منشآت رياضية محترمة، وخصوصا أننا نلاحظ في الأيام الأخيرة أنّ الاتحاد البحريني لكرة القدم لجأ إلى لعب البطولة التنشيطية لفرق الدرجتين الأولى والثانية على الملاعب المكشوفة التي لا تلعب فيها الدرجات ذاتها في الدول الخليجية على أقل التقادير.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 1853 - الثلثاء 02 أكتوبر 2007م الموافق 20 رمضان 1428هـ