العدد 1853 - الثلثاء 02 أكتوبر 2007م الموافق 20 رمضان 1428هـ

العند الأميركي من التغيرات المناخية 3/4

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

هناك أكثر من تعريف للاحتباس الحراري، لكننا يمكننا أن نكتفي بالقول إن ظاهرة الاحتباس الحراري هي الزيادة التدريجية في درجة حرارة أدنى طبقات الغلاف الجوي المحيط بالأرض، نتيجة زيادة انبعاثات غازات الصوبة الخضراء منذ بداية الثورة الصناعية، وغازات الصوبة الخضراء التي يتكون معظمها من بخار الماء، وثاني أكسيد الكربون، والميثان، وأكسيد النيتروز والأوزون وهي غازات طبيعية تلعب دورا مهمّا في تدفئة سطح الأرض حتى يمكن الحياة عليه، فمن دونها قد تصل درجة حرارة سطح الأرض إلى ما بين 19 درجة و15 درجة مئوية تحت الصفر، إذ تقوم تلك الغازات بامتصاص جزء من الأشعة تحت الحمراء التي تنبعث من سطح الأرض كانعكاس للأشعة الساقطة على سطح الأرض من الشمس، وتحتفظ بها في الغلاف الجوي للأرض، لتحافظ على درجة حرارة الأرض في معدلها الطبيعي.

إن مناخنا مميز في مجموعتنا الشمسية، ونحتاج إلى القليل من ثاني أكسيد الكربون لتدفئة كوكبنا قليلا لبعث الحياة في الأرض. وإذا زاد ثاني أكسيد الكربون عن حده ستصبح حرارة كوكبنا مثل كوكب الزهرة. وإذا نقص عن حده سيتجمد كوكبنا. لذلك بقاؤنا يعتمد على الحفاظ على «التناغم الجيد» لأجوائنا لأطول مدة ممكنة.

ويعتقد العلماء أن تقلبات المناخ، قليلا مَّا كانت تتأثر بالنشاطات البشرية، ولكن مع التقدم الصناعي الذي حدث في هذا القرن بدا الأمر يتغير، وأصبح غاز ثاني أكسيد الكربون وغازات الاحتباس الحراري الأخرى تتراكم في الغلاف الجوي مسببة ظاهرة البيوت الزجاجية، أي ارتفاع درجة حرارة جو الأرض.

ومن المؤكد أن نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون - المسئول الرئيسي عن ظاهرة الاحتباس الحراري - في الغلاف الجوي للأرض آخذة في الارتفاع، ويعود السبب في هذه الزيادة إلى تلك الكميات الهائلة من الوقود التي تحرقها المنشآت الصناعية ومحطات الطاقة ووسائل النقل والمواصلات، ومن المعروف أن كل غرام من المادة العضوية المحتوية على الكربون، يعطي عند احتراقه 1,5 – 3 غرام من غاز ثاني أكسيد الكربون، وإذا تصورنا أن هناك مليارات من الأطنان من الوقود تحرق كل عام عرفنا أننا نضيف إلى الهواء كل عام ما يزيد على20 مليار طن من غاز ثاني أكسيد الكربون وهي كمية تمثل 0,8 في المئة من كمية هذا الغاز الموجود طبيعيا في الهواء. ونتيجة لذلك ارتفعت مستويات غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو من 280 جزءا في المليون في أواخر القرن الثامن عشر إلى 350 جزءا في المليون في الوقت الحالي. مراقبة هذا التطور المتسارع وغير الطبيعي في نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، دفع لجنة من خبراء الأمم المتحدة إلى التحذير من أن الاحتباس الحراري في الكرة الأرضية أكثر خطورة مما قدره العلماء في السابق، وإن آثاره ستبقى لقرون مقبلة. وكشف التقرير الذي أعدته تلك اللجنة أن التغيرات المناخية ستؤدي إلى ارتفاع مستوى مياه البحر وزيادة درجات الحرارة، ما يهدد الإنتاج الزراعي ويلوث مصادر المياه، ويعد التقرير استكمالا لجهود البحث العلمي التي تم التوصل إليها في ظاهرة زيادة درجة حرارة الكون.

وقد توقع الخبراء زيادة درجة حرارة الأرض ما بين 1,4 إلى 5 درجات مئوية، ما سيؤدي إلى ارتفاع مستوى مياه البحر من تسعة إلى 88 سم خلال المئة عام المقبلة. وأكد التقرير أن درجة حرارة الأرض زادت بالفعل خلال التسعينات عما كانت عليه وبلغت في العام 1998 أعلى معدلاتها منذ العام 1861.

وبشكل مستقل اظهرت دراسة أخرى جديدة أعدها معهد ألماني متخصص في العلوم الطبيعية والفيزيائية بتوكيل من الامم المتحدة، أيضا، ونشرت نتائجها بصورة مقتضبة ان المناخ العالمي سجل درجات حرارة عالية وبسرعة بطريقة لم يسبق لها مثيل. ووفقا للدراسة التي قام بها معهد «ماكس بلانك للعلوم الطبيعية والفيزيائية» فان درجات الحرارة في العالم سترتفع تدريجيا وبشكل مستمر لتبلغ الزيادة في نهاية القرن الحالي أربع درجات مئوية.

وثبت لدى العلماء الذين عملوا على الدراسة أن منسوب مياه البحار والمحيطات يرتفع وسيستمر في الارتفاع ليصل الى 30 سنتيمترا منبهين في الوقت نفسه الى أن هذه الظاهرة تعتبر من أضخم التحولات والتغيرات التي يشهدها المناخ العالمي منذ ملايين السنين.

البروفيسور هارتموت غراسيل أكد في مؤتمر صحافي عقده في مقر المعهد أن «فصول الصيف بدات منذ سنوات تزداد دفئا وجفافا وفصول الشتاء أكثر دفئا ورطوبة».

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1853 - الثلثاء 02 أكتوبر 2007م الموافق 20 رمضان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً