العدد 1853 - الثلثاء 02 أكتوبر 2007م الموافق 20 رمضان 1428هـ

العرب الأميركيون يجدون مكانا في السياسة الأميركية

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

رغم أنّ التعامل بالسياسة لم يكن سهلا في يوم من الأيام، إلا أنه كان في بعض الأحيان بالنسبة للعرب الأميركيين صعبا بشكل استثنائي. على رغم ذلك وعبر السنين الثلاثين الماضية نجح العرب الأميركيون في إيجاد ما يكفي من الأرضية المشتركة لتنظيم قاعدتهم الانتخابية وحشد طاقاتهم حول قضايا ذات اهتمام مشترك وضمان إدراك التيار السياسي الرئيس والوصول إليه.

لم يكن الأمر سهلا. عملت خلفيات متباينة وأيديولوجيات وأولويات متنافسة أحيانا عديدة كقوى مركزية تشد الجالية. ولكن خلال العقود الثلاث الماضية أدرك معظم القادة أهمية العمل معا على المستويين الوطني والمحلي وقاموا ببناء مؤسسات ومنظمات ساعدت على دعم جالية عربية أميركية موحّدة وأجندة مشتركة.

إذا كان خط سير عملية التنظيم العربي الأميركي إلى الأعلى، كذلك كانت قدرة الجالية على رؤية هذه الجهود تكافأ بالاعتراف والوصول. هنا كذلك تميزات القصة بالصعوبات، وهنا كذلك تم التغلب على الصعوبات.

قبل عشرين سنة فقط كانت الجهود السياسية العربية الأميركية تُصَدّ. قام بعض المرشحين بإعادة تبرعاتهم ورفض دعمهم، وقام بعضهم حتى بمهاجمة خصومهم لقبولهم دعم العرب الأميركيين. ولكن العمل المضني والصمود من قبل قادة الجالية، والدعم من طرف الشخصيات السياسية أمثال: جيسي جاكسون ورونالد ريغان وغضب وسائل الإعلام حول الجهود الصارخة المطالبة بالاستثناء ساعدت العرب الأميركيين على تخطي العقبة.

اليوم، أصبح العرب الأميركيون أكثر تنظيما وأصبح الاعتراف بهم أكبر بكثير من السابق. ما زالت الجالية تواجه تحديات ولكنها أصبحت تملك الموارد المالية والدعم للتغلب عليها.

وهكذا، ومع حلول نهاية أكتوبر/ تشرين الأوّل عندما يجتمع العرب الأميركيون في مؤتمر القيادة الوطني كلّ أربع سنوات، فإنهم يفعلون ذلك بشعور من الثقة والهدف. هذه المؤتمرات تسبق الانتخابات الوطنية الرئاسية وهي مصممة لإعداد الجالية للسباق الانتخابي المقبل.

تدل المؤتمرات المبكرة أنّ حدث هذه السنة سيعكس نمو الجالية. لقد نجحت جهود الامتداد في جمع الكثير من المكونات المتنوعة للجالية، مدفوعة إلى درجة بعيدة بالتحديات المهمة التي تواجه ليس العرب الأميركيين فحسب وإنما الوطن ككل.

بالطبع، تشكّل الحرب في العراق ومأساة الفلسطينيين والدوامة السياسية المستمرة في لبنان وصورة الولايات المتحدة في العالم العربي والتهديدات التي تتعرض لها الحريات المدنية محليا والجدل الخلافي حول المهاجرين، تشكّل جميعها قلقا واهتماما معينا لدى العرب الأميركيين. ولكن هذه القضايا مركزية بالنسبة للأجندة الوطنية كذلك.

سيسعى العرب الأميركيون هذه السنة ؛لأن يركزوا أنفسهم للمساعدة على إعلام الحوار الوطني حول هذه القضايا وغيرها.

وفي مؤتمر هذه السنة لن ينظم ويمكّن العرب الأميركيون أنفسهم فحسب للمشاركة في العملية السياسية ولكنهم سيسعون كذلك للمشاركة لإشراك المرشحين والحملات الانتخابية لأولئك الذين يسعون للفوز بانتخابات الرئاسة..

حتى المؤتمر الذي سبق انتخابات العام 2000 كان مرشحان رئاسيان فقط قد ظهرا في هذه الأحداث العربية الأميركية، هما: بوب دول وجيسسي جاكسون، وكلاهما جاءا العام 1988. شارك آل غور وجون ماكين في مؤتمر ما قبل 2000. ولكن في مؤتمر ما قبل انتخابات 2004 قَبِل جميع المرشحين الديمقراطيين ورئيس حملة بوش الدعوة للظهور في المؤتمر. وعلى رغم أنّ المؤتمر سيجمع أكبر تمثيل للعرب الأميركيين في التاريخ، لم يؤكّد كبار المرشحين بعد حضورهم، ولكن ليس بسبب «الأسباب القديمة». المشكلة هي أنّ العرب الأميركيين وقعوا في وسط تبادل النيران بين ولاية ميشيغان وما يسمى «الولايات الأربع المبكرة». دعوني أشرح لكم.

سيجري عقد مؤتمر القيادة الوطني كالعادة في ولاية ميشيغان. ولكن لأن ميشيغان قامت بنقل موعد انتخاباتها الأولية إلى منتصف كانون الثاني/ يناير فقد قامت بإغضاب الولايات الأربع المبكرة على الأجندة الانتخابية (أيوا، نيوهامشر، ساوث كارولاينا ونيفادا). وقد طلبت هذه الولايات الأربع من المرشحين الرئاسيين توقيع تعهد بعدم إجراء حملاتهم في ميشيغان. وعلى رغم أنّ عددا من المرشحين الرئاسيين أعربوا من قبل عن اهتمامهم بحضور الحدث العربي الأميركي إلا أنهم أخذوا بالتراجع الآنَ.

ليس الأمر استثناء مقصودا للجالية ولكنه يؤدي ضمنيا إلى النتيجة نفسها. وقد أصدر المعهد العربي الأميركي مناشدة إلى الولايات الأربع بالتنازل عن تعهدها، للمؤتمر العربي الأميركي على الأقل حتى لا يتم عزل الجالية عن الحوار الوطني. الرد المبدئي كان مشجعا وقد بدأ الإعلام الوطني يتناول الخبر والتداعيات غير المقصودة لقانون الولايات الأربع.

الوقت سيخبرنا وقريبا ما إذا كان المرشحون سوف يتلقون ذلك التنازل عن التعهد مما يمكنهم من حضور المؤتمر. باعتقادي أنه سيكون من الأهمية بمكان للعرب الأميركيين وحوار السياسة الوطني أنْ يحصل ذلك.

* مؤسس ورئيس المعهد العربي الأميركي، والمقال ينشر بالتعاون مع «كومن غراوند»

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 1853 - الثلثاء 02 أكتوبر 2007م الموافق 20 رمضان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً