حدّدت الأمم المتحدة أول اثنين من كل أكتوبر/ تشرين الأول يوما عالميا لـ «الموئل»، وهذا يعني أنّ أمس كان «اليوم العالمي للموئل».
«الموئل» مصطلح انطلق في الأجندة الدولية في تسعينات القرن الماضي، والمقصود منه أنّ كلّ إنسان له حقّ في الحصول على سكن في مستوطنة بشرية ذات بيئة حميمية يعمّها الأمن والعدل.
ويعتقد ناشطو حقوق الإنسان بأنّ هناك علاقة تكاملية بين حقوق الإنسان المعترف بها دوليا وقضايا المأوى والمستوطنات البشرية (الموئل)، ويعتبرون «حقّ الموئل» من الجيل الثالث لحقوق الإنسان المرتبط بـ «الحقّ في التنمية» الذي أقرّته الأمم المتحدة في مؤتمر فيينّا العام 1993.
مواثيق حقوق الإنسان إذا تؤكد على حقّ السكن الملائم (حقّ الموئل)، وتعتبر هذا الحقّ مرتبطا بالحقوق الأساسية الأخرى التي يتضمّنها العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (الجيل الأول للحقوق) والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية (الجيل الثاني للحقوق)... وإذا علمنا أنّ هذه المنظومة الحقوقية تعتمد المبدأ القائل بالترابط العضوي بينها وعدم الفصل بينها، فإنّ ذلك يعني أنّ انتهاك «حقّ الموئل» لا يختلف عن الانتهاكات الأخرى لحقوق الإنسان. وعلى هذا الأساس دخل مفهوم «حقّ الموئل» بقوّة في الأجندة الدولية، واعتبر أنّ تهديد حياة الإنسان في سكنه ومأواه، أو عدم توفير السكن المناسب مع البيئة الطبيعية والاجتماعية الحميمية، يُعَدُّ تقصيرا يلزم الالتفات إليه واتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجته.
«حقّ الموئل» يؤكد أنّ من حقّ الإنسان أن يعيش في مكان ومنزل آمن بسلام وكرامة، مع توافر شروط العدالة الاجتماعية التي تفترض الحقّ في المساواة في الحصول على الخدمات المدنية من دون تمييز، وتفترض توافر البيئة غير المدمرة، وتوافر السواحل والمناظر الطبيعية التي يتوجب ان تكون ملكا عاما للجميع. بمعنى آخر، فإنّ «حقّ الموئل» هو حقّ الإنسان في السكن الملائم الذي يوفّر العوامل الأساسية لتنمية وتقدُّم الأفراد والمجتمعات، وتكون غايته بناء مجتمع يتمتّع بالعدالة والكرامة، وهو ما تم الاحتفال به عالميا أمس.
إنّ من العناصر الأساسية لـ «حقّ الموئل» هي الحصول على سكن يتناسب والذوق الإنساني، يصاحبه الأمن الوظيفي، وعدم التمييز فيما يتعلّق بالإسكان، ووجوب الاهتمام بالفئات الضعيفة في المجتمع... وهذا يعني أنّ «حقّ الموئل» يجمع في طيّاته الكثير من المعاني والمفاهيم المتداخلة، وهي جميعها تستحقّ أنْ نهتمّ بها بحرينيا لعلمنا بأنّ واحدا من أكبر التحديات التي يواجهها المواطنون وتشغل بالهم هو الحصول على السكن الملائم والخدمات العامة الملائمة من دون تمييز. ومن أجل ذلك، فإننا نحتاج جميعا إلى التضامن وإلى الإرادة الثابتة للتأكد من أنّ كلّ بحرينيٍّ يعرف حقّه في« الموئل» ويحصل عليه.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1852 - الإثنين 01 أكتوبر 2007م الموافق 19 رمضان 1428هـ