أفرجت «إسرائيل» أمس (الاثنين) عن 57 معتقلا فلسطينيا من الضفة الغربية في بادرة حسن نيّة تجاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وقبل انعقاد الاجتماع الدولي للسلام المقرّر عقده في منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الجاري برعاية الولايات المتحدة الأميركية. فيما أرجئ الإفراج عن 29 آخرين يتحدّرون من قطاع غزّة إلى اليوم (الثلثاء) بسبب تأخّر الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز في توقيع قرار العفو.
واستقل المعتقلون المفرج عنهم حافلات كانت متوقفة أمام سجن كتسيعوت في صحراء النقب (جنوب) إذ تم تجميعهم خلال الأيام الأخيرة.
وكانت «إسرائيل» أعلنت أنها ستفرج عن 87 معتقلا إلا أنها خفضت العدد إلى 86 بعدما اكتشفت أن أحد هؤلاء المعتقلين انضم في السجن إلى حركة «حماس» التي تعتبرها «إسرائيل» منظمة «إرهابية» على ما أفاد مصدر أمني إسرائيلي.
وكان مقررا أن يتم الإفراج عن المعتقلين عند الساعة (4:30 تغ)، إلا أن مغادرتهم السجن تأخرت «لبضع ساعات لأسباب تقنية».
إلى ذلك، أكد شهود عيان أن الجيش الإسرائيلي فتح النار عند حاجز «ايرز» في بيت حانون شمال غزة على عشرات المواطنين الذين وقفوا بانتظار أبنائهم الـ 29 المفرج عنهم ضمن القائمة السابقة.
وقالت مصادر طبية إن فتى فلسطينيا من عائلة المدهون أصيب بالرصاص، وصفت حالته بالمتوسطة ونقل إلى المستشفى لتلقي العلاج.
من جانب آخر، تم تأجيل الاجتماع المزمع عقده بين الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت إلى يوم غد (الأربعاء).
وكان من المقرر أن يلتقي عباس بأولمرت اليوم (الثلثاء) في القدس المحتلة لبحث عدد من القضايا، تمهيدا لمؤتمر الخريف.
من جهته، قال عباس في عمّان إن مفاوضات تجرى مع الجانب الإسرائيلي للوصول إلى اتفاق إذ سيتم طرحه في المؤتمر الدولي.
وقال عباس: «نتفاوض مع الإسرائيليين وبعد بذلك سيحصل هناك اتفاق سنحمله إلى اللقاء الدولي لمباركته واعتماده والموافقة عليه ومن ثم تبدأ المفاوضات على التفاصيل». وأضاف أن الاتفاق يجب إن يكون شاملا لكل قضايا المرحلة النهائية بما في ذلك القدس واللاجئون والحدود والمستوطنات والأمن والمياه».
وكان عباس وصل عمّان مساء الأحد قادما من القاهرة بعد مباحثات أجراها مع الرئيس المصري حسني مبارك تناولت التحضيرات الجارية لعقد اللقاء الدولي.
وفي بيان توضيحي، أكد الناطق باسم حركة «فتح» للإعلام الخارجي جمال نزال أن من يفاوض «إسرائيل» قادة من الحركة أعضاء في منظمة التحرير الفلسطينية، وأن الحركة نفسها لا تشارك في المفاوضات مع «إسرائيل». وقال نزال في حديث مع إذاعة «صوت فلسطين»: «نشير هنا إلى أن (فتح) كحركة فلسطينية ليست جزءا من هذه الاتصالات الدولية (...) نحن لا نشارك في مفاوضات، بل إن قيادة فتح تشارك في المفاوضات بصفتها قيادات في منظمة التحرير أو أعضاء في لجنتها التنفيذية». وأضاف «أقول هذا لتبديد الخلط الموجود في كثير من الأذهان».
من جانبها، أعلنت الحكومة الفلسطينية المقالة التي تقودها حركة «حماس» على لسان الناطق باسمها طاهر النونو أن الحكومة تعتبر اللقاءات التي تجرى بين الرئيس عباس وأولمرت «عبثية ولا تفضي إلى نتائج».
وقال النونو: «نحن لا نعول على هذه اللقاءات كثيرا ونعتقد أنها لقاءات عبثية لن تفضي لأي نتائج لأن الوقت غير مناسب لهذه اللقاءات ولا يوجد شيء لدى أولمرت يمكن أن يقدمه لشعبنا خصوصا في ظل حال الانقسام التي يعاني منها الشعب الفلسطيني» كما نفت حركة «حماس» ما تردد عن صفقة مع المخابرات المصرية تم بموجبها السماح بعودة 85 من الفلسطينيين بينهم قياديون من الحركة - العالقين في الأراضي المصرية - عبر معبر رفح إلى غزة، مقابل تسليم أحد قادة تنظيم «القاعدة». وقال إن «العائدين هم مواطنون فلسطينيون بينهم عناصر من (حماس) وهذه العودة أمر طبيعي، والأمر اللاطبيعي هو عودة هؤلاء عبر بوابات الاحتلال الإسرائيلي».
الأسد يربط مشاركة سورية في مؤتمر السلام بإعادة الجولان
لندن - يو بي آي
أعلن الرئيس السوري بشار الأسد أن بلاده لن تشارك في المؤتمر الدولي عن السلام في الشرق الأوسط المقرر الشهر المقبل في أميركا ما لم تتم تلبية مطالبها العادلة.
وقال الأسد لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أمس (الاثنين) «إن هذا يعني في المقام الأول إعادة مرتفعات الجولان التي تحتلها (إسرائيل) منذ العام 1967». وفيما شدد الأسد على عدم تبديد فرص السلام، رأى أن نجاح المؤتمر»يحتاج إلى القليل من المادة الجوهرية». وأضاف «أن إنجاز السلام يتطلب اتفاقا شاملا «.
العدد 1852 - الإثنين 01 أكتوبر 2007م الموافق 19 رمضان 1428هـ