تبادل السائقان البحرينيان في بطولة الفورمولا 3 البريطانية، المركز الثاني في سباقي المرحلة الأخيرة المقامة على حلبة روكينغهام بمدينة نورثهامبتون بالمملكة المتحدة، بعد أن أحرز حمد الفردان ثاني أسرع توقيت في حصة التجارب التأهيلية الأولى بزمن 1.18.056 دقيقة، في حين أحرز الشيخ سلمان بن راشد آل خليفة المركز الثاني في حصة التجارب الثانية بتوقيت 1.14.543 دقيقة.

واحتل الشيخ سلمان بن راشد آل خليفة المركز الرابع في التجارب التأهيلية الأولى بعد أن واجه بعض الصعوبات جراء تقلب الأجواء والتحول السريع للحلبة من جافة إلى مبتلة وتعطله على الحلبة قبل الدخول لتغيير الإطارات بسبب تزاحم السيارات على دخول منطقة الصيانة، وشهدت حصة التجارب الثانية انسحاب الفردان بعد حادث انزلاق في واحدة من أكثر المنعطفات استقبالا للحوادث على مدى اليومين الأولين لعطلة نهاية الأسبوع لينطلق بذلك السائق البحريني من المركز الأخير في السباق النهائي الثاني. وفي الحصة التأهيلية الأولى تمكن الفردان من احتلال المركز الثاني محققا زمن 1.18.056 دقيقة، خلف متصدر البطولة المكسيكي سيرجيو بيريز الذي حقق زمن 1.17.657 دقيقة، في حين احتل الشيخ سلمان بن راشد المركز الرابع بزمن 1.18.390 دقيقة خلف السائق ريتشارد سينغليتون الذي أحرز زمن 1.18.144 دقيقة. وجاء سيناريو الحصة التأهيلية الأولى متقلبا حتى اللفات الأخيرة منه، إذ سجل السائقان البحرينيان سيطرة مطلقة على الربع الأول منه، وخصوصا الشيخ سلمان بن راشد الذي تبادل المركز الأول لأكثر من 5 لفات مع المكسيكي السريع سيرجيو بيريز، قبل أن يسجل الفردان واحدة من لفاته السريعة والقفز من المركز قبل الأخير للمركز الأول. بيد أن بطل الموسم سيرجيو بيريز، فاجأ جميع السائقين بلفة صاروخية عوضت غيابه عن المنافسة في الكثير من اللفات وكانت كافية لحسم مركز الانطلاق الأول تاركا المنافسة مفتوحة على باقي مراكز الانطلاق التي تنافس عليها الفردان والشيخ سلمان بن راشد بشراسة، قبل دخول المتسابق الآخر ريتشارد سينغلتون صاحب الأداء المميز في التجارب الحرة، الذي سرق المركز الثاني من الفردان في الربع الأخير من الحصة. من جانبه، حاول حمد الفردان إعادة المركز الثاني الذي سرقه سينغلتون في وقت صعب، ليدخل بدوره في منافسة شديدة مع هذا الأخير الذي كان لصيقا خلف الفردان ونجح في الرد على أزمنته، حتى اللفة الأخيرة من الحصة التي كانت فيها كلمة الفردان هي الأعلى من خلال لفة رائعة بتوقيت جيد، عجز سينغلتون عن الرد عليه. وفي تعليق للفردان عن حصة التجارب الأولى، قال إن الوضع كان جيدا في مجمله واستطاع من خلاله تحقيق بعض الأزمنة الجيدة، لكنه رأى أحقيته في احتلال مركز الانطلاق الأول لولا خطأ بسيط وقع فيه في اللفة الثالثة بعد تغيير إطارات الأرضية المبتلة إلى الجافة، بعد أن كانت الإطارات في أفضل حالتها لكن خسارته بعض الوقت في المقطع الأول حال دون تحقيق لفته السريعة على رغم تسجيله أفضل زمن في المقطعين الثاني والثالث من الحلبة.

وأبدى الفردان ارتياحه من النتيجة التي حققها قياسا بالظروف المتقلبة للجو وكثرة توقف الحصة بسبب بعض الحوادث، مشيرا إلى عدم وجود فارق كبير في مركزي الانطلاق الأول والثاني في السباق مبديا تفاؤله بتحقيق نتيجة طيبة وتعويض أعشار الثانية التي خسرها في التجارب التأهيلية. من جانبه، عبّر السائق الشيخ سلمان بن راشد آل خليفة عن ثقته الكبيرة في تحقيق نتيجة أفضل من مركز الانطلاق الذي حققه في التجارب التأهيلية الأولى باعتبارها مختلفة جدا عن السباق وخصوصا أن النتائج المسجلة لا تعبر بالضرورة عن مؤشرات حقيقية لمراكز السائقين في السباق وخصوصا أن البعض منهم استفاد بشكل كبير من تأثر البعض بالتقلبات الجو.

التجارب التأهيلية الثانية

وفي التجارب التأهيلية الثانية، حقق الشيخ سلمان بن راشد آل خليفة المركز الثاني بزمن قدره 1.14.453 دقيقة خلف المكسيكي سيرجيو بيريز صاحب المركز الأول بزمن 1.13.593 دقيقة، في حين احتل السائق حمد الفردان المركز الأخير في التصفيات الثانية المؤهلة، بعد حادث انزلاق في لفته الرابعة اضطرته للانسحاب من الحصة والاكتفاء بتوقيت 1.17.776 دقيقة.

وجاءت البداية قوية من السائقين البحرينيين الشيخ سلمان بن راشد وحمد الفردان اللفات الأولى من السباق، وخصوصا هذا الأخير الذي دخل سريعا في منافسة السائق المكسيكي صاحب الـ 299 نقطة سيرجيو بيريز وتسجيل أوقات متقاربة جدا بشكل متصاعد مع بعضهم بعضا، في الوقت الذي كان فيه الشيخ سلمان يسير بطريقة حذرة وبأسلوب مراقبة الحصة حتى الوصول للوقت المناسب للقيام باللفات السريعة وخصوصا أنه يعلم أهمية عدم السقوط في لعبة تقلبات الجو التي أخسرته بعض المراكز في حصة التجارب التأهيلية الأولى.

لكن انطلاقة حمد الفردان للمنافسة على المركز الأول مع المكسيكي بيريز انتهت عند واحد من المنعطفات الصعبة التي شهدت الكثير من الحوادث، حين فقد السيطرة على السيارة وانزلق نحو الحاجز، متيحا الفرصة لباقي المتسابقين بالدخول إلى المنافسات بعد انحشار الإطارات في المنطقة الرملية.

وفي الأثناء كان الشيخ سلمان بن راشد آل خليفة، قد بدأ الدخول في أجواء اللفات السريعة وتجاوز المرحلة الأولى في طريقة القيادة التي ينتهجها ما ساهم في تحقيقه المركز الثاني والحفاظ على مركزه حتى نهاية التجارب بعد أن عجز الجميع عن تجاوز حاجز الدقيقة و14 ثانية، ما عدا السائق سيرجيو صاحب مركزي الانطلاق الأول في السباقين النهائيين، بعد أن أظهرت سيارته قدرة كبيرة، من المرجح أن تكون بسبب اختلاف إعداداتها.

في حين قال الشيخ سلمان بن راشد آل خليفة إن السباق التأهيلي الثاني كان مثاليا بالنسبة له بعد بقائه جافا حتى النهاية، واستطاع خلاله تحقيق أزمنة طيبة على رغم الفارق الكبير بين سرعته والسائق المكسيكي سيرجيو بيريز، مشيرا إلى تفوق فريق هذا في إعدادات السيارة.