العدد 1851 - الأحد 30 سبتمبر 2007م الموافق 18 رمضان 1428هـ

وزارتا الإعدام ... الإعلام والصحة

عادل مرزوق Adel.Marzooq [at] alwasatnews.com

-

أفضل الوزراء - كما يخيل لي - هم وزراء الدولة لشئون «أي شيء»، أو وزراء الدولة بلا حقيبة. فبالقدر الذي قد يكون فيه تولي منصب «وزير» مثيرا وومتعا، ويحمل لحياة الإنسان الكثير من المعطيات الجديدة إلا تولي الوزارة بحقيبة ثقيلة مثل «الإعلام» أو «الصحة» قد يكون نوعا من أنواع التوزير الذي يحمل في طياته نوعا من أنواع «التورط».

الوزيران الجديدان في الإعلام والصحة يرثان وزارتهما بمعية لجنتي تحقيق نيابيتين، الأولى، التي تخص وزارة الإعلام بشأن «ربيع الثقافة»، أسست لجنة التحقيق القوى الإسلاموية في البرلمان، وتملص منها البعض حين دعا سمو ولي العهد لدعم ربيع الثقافة، وبقت جمعية الوفاق وحدها متورطة فيها. ويبدو أن على الوفاق أن تنهيها بأية طريقة تحفظ فيها ماء وجهها، لتريح الوزير الجديد جهاد بوكمال من جهة، ولتستريح هي أيضا من تهمة أن تكون الوفاق هي الكتلة النيابية الوحيدة التي تعمل ضد الثقافة والمثقفين.

ومقارنة بوضع الوزير بو كمال في الإعلام، يبدو وضع الوزير الحمر في حقيبة الصحة أكثر صعوبة. لجنة التحقيق في الصحة التي ترتكز على الوفاق أيضا، كانت قبل أسبوعين فقط في حرب كلامية ضارية - وهي لجنة تبرع في الكلام والتصريح على حساب الإنتاج مذ بدأت حتى اليوم - مع الوزيرة السابقة حفاظ.

لجنة التحقيق في الصحة ليست فارغة المحتوى فتركة وزارة الصحة من المخالفات تنوء الجبال عن حملها، الذي يعيب على اللجنة أنها سيئة في التعامل مع الوزارة ودائما ما تمارس عنترية غير مفهومة الأهداف أو التوجهات.

وخلاف لجنتي التحقيق النيابيتين، أمام وزير الإعلام قانون الصحافة والنشر - الملف المعقد - الذي طال إنتظار حسمه. وأمامه أيضا الملف الإقتصادي، إذ من المتوقع أن يفعل الوزير رؤيته الاقتصادية لتطوير وخدمة هذا القطاع الذي من الممكن أن يكون مصدرا من مصادر الدخل الجديدة للدولة.

أما ما يحيط بوزير الصحة فهو إرث من الزعامات التاريخية في الوزارة التي لا تنفك عن التدخل في كل صغيرة وكبيرة وفي إثارة الفتنة. وسلطة أخرى للأطباء الاستشاريين كانت قد أطاحت بالإصلاحي السابق الوزير خليل حسن حين حاول تحجيمها والحد من تغولها إبان عهد فيصل الموسوي.

الكثير من الملفات المعقدة في الإعلام والصحة ستجعل من مهام الوزيرين الجديدين صعبة ومعقدة، الذي نتمناه من مجلس النواب هو تفريغ الوزيرين للعمل وإنهاء لجنتي التحقيق حتى تكون المحاسبة نزيهة، وحتى تكون الأجواء في الوزارتين نظيفة وقابلة للقراءة والتصحيح.

إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"

العدد 1851 - الأحد 30 سبتمبر 2007م الموافق 18 رمضان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً