مشكلاتنا الرياضية كثيرة، وبعضها ليست لها نهاية، ولعل أبرز ما تعانيه رياضتنا البحرينية هي شحة الموارد وقلة الإمكانات وضعف كبير في البنية التحتية للاتحادات والأندية، وإن لهذه الأسباب أيضا أسبابا كثيرة أهمها الموازنات الضعيفة المرصودة من قبل المؤسسة العامة للشباب والرياضة، وعدم وجود موارد أخرى كالشركات والمؤسسات التي ترعى بعض الألعاب أو البطولات أو أنشطة الاتحادات والأندية، وأعتقد أن هذه المشكلة التي تعانيها رياضتنا معروفة وواضحة لدى الجميع وقد تحدث عنها كثير من الزملاء الصحافيين... وكل عرضها بطريقته الخاصة، والحلول المطروحة كثيرة لكن غالبيتها تحتاج إلى وقت طويل لتطبيقها، وبعضها يحال تنفيذها، فالحكومة بالأمس وبعد طول عناء رفعت نسبة الرواتب إلى 15 في المئة، كما أنها ليست كاملة النسبة عند البعض الآخرين، لن أدخل في غمار هذا الموضوع السياسي كثيرا لكنني ربطت هذه الحادثة بالمجال الرياضي... إذا الأندية والاتحادات كم ستحتاج لتضاف إلى موازناتها زيادة لكي تفعل أنشطتها وبرامجها وتطور وترفع من مستواها؟ ستكون مبالغ كبيرة ومن المستحيل أن توافق عليها حكومتنا.
والمشكلة الأخرى التي تعاني منها رياضتنا يمكن معالجتها بشكل سريع، إذ تكمن المشكلة في دخول شخوص تسمي أنفسها بما يسمب بـ»شخصيات رياضية» الا في الحقيقة والواقع ليست لها علاقة بالرياضة وليست لها أي تاريخ رياضي سابق يذكر! مثلا في بعض مجالس الاتحادات والأندية يوجد عدد من أعضاء مجلس الإدارة لا يحل ولا يربط إن حدثت مشكلة في الاتحاد أو في اللعبة المسئول عنها الاتحاد ووجوده كعدمه، انما رشح نفسه لهذا المقعد فقط للمصلحة الشخصية سواء للظهور في وسائل الإعلام او لتنصبه منصبا كرئيس اتحاد أو رئيس نائب أو من المناصب الأخرى، وهذا الشخص (المتوهم) يعتقد نفسه خبيرا في شئون الرياضة وهو لم يمارسها أصلا فكيف يكون مسئولا عنها أصلا، وبكل بساطة تم تنصيبه في هذا المنصب فقط لأنه (....)، وهو السبب الأساسي في تدهور اللعبة المسئول عنها، وبعض الاتحادات الأخرى أو الأندية تكون مجالس إداراتها قوية، وأعضاؤها يكونون أسرة واحدة ورئيسهم شخصا مثقفا ولديه إلمام باللعبة وهو ممارس لها ويساهم بشكل كبير في التطوير من مستواها من حيث جذب الشركات والمؤسسات للمساهمة في الدعم والرعاية.
هذه المشكلة قد لا تكون ظاهرة بصورة واضحة بعكس مشكلة المنشآت والبنية التحتية، لكن من يتابع الرياضة عموما سيراها واضحة، فهؤلاء يجب إبعادهم وإزالتهم من المجالس الإدارية لأنهم سبب في تدهور مستوى الرياضة البحرينية وتراجعها إذا كنا نريد أن نطورها فعلا، وانتخاب الأشخاص ذي الكفاءة وممن لهم علاقة بالرياضة، هذه بداية حل للمشكلات الرياضية قبل أن نبني أي شيء.
خطوة جريئة من (ناشيونال موتورز)
بادرة رائعة قامت بها شركة (ناشيونال موتورز) عندما دفعت باثنين من موظفيها من عشاق رياضة السيارات بالمشاركة في بطولة اللومينا (CSV) للموسم المقبل، وخصوصا أنها تتحمل جميع كلفهما المتعلقة بهذه المشاركة من الألف الى الياء، هذه البادرة الأولى من نوعها سيكون لها الأثر الكبير على نفس السائقين عادل شاجي وأمير فخراوي، وأتمنى شخصيا أن تقوم باقي شركات السيارات بمثل هذه الخطوة الجريئة التي قامت بها شركة ناشيونال موتورز، كما تؤكد هذه الخطوة من الشركة الاهتمام والحرص الكبيرين الذي توليه لرياضة السيارات والمساهمة في رعايتها ودعمها، كما أضافت هذه الخطوة الرائعة من قبل الشركة فرصة سانحة لتجربة هذين السائقين أنفسهما في عالم رياضة السيارات من خلال هذه البطولة التي تعد من أقوى بطولات السيارات على مستوى دول الخليج والتي تحظى بدعم كبير واهتمام إعلامي متميز وخصوصا أن جميع جولاتها مساندة لسباقات دولية ضخمة مثل سباق الفورمولا 1 وسباق الفي ايت الأسترالي وسباق 24 ساعة.
ومن خلال هذه السطور ودوري كصحافي أؤكد لمسئولي هذه الشركة أن ما قاموا به كان عين الصواب، وسيكون لهم مردود كبير من خلال هذه الرعاية الكبيرة سواء إعلانيا أو إعلاميا.
إقرأ أيضا لـ "اسامة الليث"العدد 1849 - الجمعة 28 سبتمبر 2007م الموافق 16 رمضان 1428هـ