العدد 1849 - الجمعة 28 سبتمبر 2007م الموافق 16 رمضان 1428هـ

«الشورى» بندى حفاظ

ندى الوادي nada.alwadi [at] alwasatnews.com

.

بعد ثلاث سنوات من التربع على «عرش» وزارة الصحة، عادت وزيرة الصحة السابقة ندى حفاظ إلى مقاعد مجلس الشورى لتزيد حصيلة النساء إلى 11 امرأة في السلطة التشريعية، وتقللها برقم واحد في السلطة التنفيذية، لتبقى وزيرة التنمية الاجتماعية فاطمة البلوشي المرأة الوحيدة التي تتربع على عرش وزارة بحرينية - حتى إشعار آخر. عادت حفاظ إذا إلى مقعد عضو مجلس الشورى الذي خبرته، وتبدو عودتها طبيعية. ففضلا عن الأنباء شبه الأكيدة التي تواردت طوال الأسبوع الماضي عن تقلدها هذا المنصب « الشاغر» بعد تعيين عضو الشورى السابق جهاد بوكمال وزيرا جديدا للإعلام، لم يكن من المتوقع أن لا يستفاد من خبرة وشخصية سيدة مثلها في موقع آخر، حتى بعد عزلها عن منصبها في الصحة.

ولعل عودة حفاظ إلى مقعد الشورى «التشريعي» بعد أن شغلت أحد أعلى المناصب في السلطة التنفيذية سيضعها أمام تحد آخر. فقد كانت على مدى ثلاث سنوات تفكر بعقلية وزير، تتعامل مع أعضاء البرلمان بغرفتيه بطريقة الوزير المنفذ للسياسات، المسئول الأول عن تبرير الإخفاقات. ولكنها منذ اليوم وصاعدا يجب أن تفكر بعقلية عضو مجلس السلطة التشريعية ( عبرغرفة الشورى)، المشرع للقوانين، المناكف للسلطة التنفيذية، الكاشف للإخفاقات.

قامت ندى حفاظ بهذه العملية التحويلية للعقلية التشريعية/التنفيذية مرة منذ ثلاث سنوات، عندما انتقلت من مقعد «الشورى» إلى كرسي الوزارة، وتعود إلى المقعد الأول من جديد وكأنها كانت منتدبة في برنامج تدريبي مكثف لتعود لقواعدها سالمة مرة أخرى. ولا بد أن عمليه التحويل الأولى أخذت وقتا، فكيف يمكنك أن تتحول بين ليلة وضحاها من مراقب للسلطة إلى منفذ لسياساتها، ومن ناقد وكاشف لإخفاقاتها إلى جزء لا يتجزأ من «تلك الإخفاقات».

اليوم تملك ندى حفاظ رؤية أعمق عما يقوم به الوزير من مهمات، على الأقل في وزارتها ذات المتاعب التاريخية « الصحة». لا بد أنها تعرف تماما شعور الوزير عندما يقف على منصة الوزراء في مجلس النواب مساءلا من قبل نائب أو عضو شورى. تعرف تماما شعور الوزير عندما تصله شكاوى المواطنين وطلباتهم ونقدهم اللاذع للخدمات التي يفترض أن تقدم إليهم. تعرف أيضا تلك الهيبة التي تعطى للوزير في وزارته بمجرد مسكه مهام عمله، وتلك الهالة التي يفرضها عليه المجتمع بكل وسائله. تعرف ندى حفاظ تماما طبيعة العمل الوزاري، وأسراره، ودهاليزه، وتحمل ذلك كله معها في ذاكرتها إلى مقعد الشورى. ولا بد أن يتجاوز التغيير الذي ستشهده قريبا مجرد تحويل الاجتماع الأسبوعي لمهام عملها من جلسة مجلس الوزارء صباح الأحد، إلى جلسة مجلس الشورى صباح الإثنين. سيكون التغيير شاملا لأبعاد أكثر وأعمق. ورب قائل أنها ارتاحت من هموم الوزارة ومشكلاتها التي لا تنتهي ، ومن مناكفات النواب الذين انقلبوا عليها فوجهوا سهامهم إليها عبر لجنة التحقيق البرلمانية التي شكلوها، فأثاروا بذلك لغطا كبيرا بشأن وزارتها لم ينته إلا بعد مغادرتها الكرسي - أو لعله سيستمر مع لاحقها أيضا. انتقلت ندى حفاظ إلى مقعد عضو مجلس الشورى، مقعد أكثر هدوءا واستقرارا، ليس عليها أن تقلق من خلاله من لجان تحقيق أو استجوابات أو مشكلات، فلديها مهمة أخرى الآن. ولا بد أن تجربتها الغزيرة والمريرة أيضا ستشكل إضافة نوعية لمجلس الشورى في دور انعقاده المقبل.

إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"

العدد 1849 - الجمعة 28 سبتمبر 2007م الموافق 16 رمضان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً