لا ندري ما قصة الإعلان الموضوع على مجموعة من شوارع البحرين، فلا يمكن إقرار غرامة في الهواء... عشرة دنانير غرامة لكل من يلقي أوساخا على السواحل! عن أي سواحل نتحدث بالضبط؟! عن سواحل الشمالية المستملكة بالكامل تقريبا، أم عن سواحل المحرق التي جرفتها الجرافات معها، أو عن سواحل العاصمة التي تحولت إلى ركن من أركان ذلك الفندق أو العمارة أو المشروع الاستثماري؟!
ربما، ونقول ربما، لكي لا يتحسس أحد ولا يفهم بطريقة عرجاء، أن الهدف من الإعلان هو منع رمي المخلفات في المجاري، أو في المستنقعات التي ستملأ القرى في فصل الشتاء الذي سيطرق الأبواب مستقبلا!
صحيح أنه شيء جميل أن نحمي البيئة، وأن نتحرك لحماية السواحل وإبقائها نظيفة من المخلفات، ولكن ألم يأت هذا التحرك بعد أن “طارت الطيور بأرزاقها” و”حوش” المتنفذون على السواحل وسوروها وتحولت إلى حساباتهم الشخصية، ولم يتبق للبحرينيين إلا التباكي على الأطلال؟!...
الأمثلة على التعدي على السواحل كثيرة ولا تحتاج إلى سرد وتفصيل، فأين ساحل كرباباد والسنابس؟ وأين ساحل كرانة والقلعة؟ وأين؟ وأين؟ الغريب أن الدول تحافظ على سواحلها وبيئتها الطبيعية وتحاول توسعتها لتستوعب أكبر قدر ممكن من المواطنين، إلا أن البحرينيين لم يتبق لهم إلا مجاري خليج توبلي يشتمون روائحها الطيبة ويتباركون بمياهها الملوثة!
مساكين أيها البحرينيون البسطاء، لا سواحل ولا بحر ولا هواء ولا أرض و”هم يحزنون”، ولا حدائق تشبع طموحاتهم، وكم يذكرني هذا بزيارة إحدى حدائق الحيوان في إيران حين كان البحرينيون مندهشين إلى درجة لا توصف حين شاهدوا الأسد وهو يتناول طعامه... من حقهم لأنهم متعودون على ظب “أحول” وبومة “عرجة” في محمية العرين!
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"العدد 1849 - الجمعة 28 سبتمبر 2007م الموافق 16 رمضان 1428هـ