يرى عدد من السيدات الخليجيات في شهر رمضان موسما لارتداء القلائد القديمة والمختلفة الأشكال والأنواع، بحيث تتناسب هذه القلائد مع أزياء هذا الشهر، والتي تعود في غالبيتها إلى الأزياء التراثية والشعبية التي توفر الراحة في هذا الشهر. فالإقبال في شهر رمضان وفي موسم الصيف يتزايد على القلائد مثل: الخرز واللبات والشعيريات والمرتعشة، بالإضافة إلى ارتداء المحوت والمفشت والمصفح ولبوس العافية، وكذلك المعضد والمصك والخلاخل، وهي من الحلي القديمة والمفضلة لدى السيدات.
وتقول إحدى مصممات الأزياء الخليجيات إن المرأة في الخليج تقبل على ارتداء القلائد، وخصوصا في هذه المناسبات الدينية والاجتماعية، وذلك لأن المناسبات الدينية والاجتماعية ترتبط كثيرا بطبيعة الأزياء التي ترتديها المرأة والإكسسوارات التي تحب ارتداءها. وتوضح أنّ شهر رمضان ومواسم العيد والليالي الرمضانية الخاصة هي مواسم لاستعادة التراث، وذلك من خلال استحضار الموروث الشعبي من تراث الأزياء ومن جلابيات وأزياء قديمة وقلائد، لتعيده إلى الأذهان في هذه الأوقات الخاصة.
وقالت المصممة: إنّ المرأة تحب ارتداء الكثير من أشكال الحلي القديمة، منها اللبة والقلادة والعقد والهلال والشبابيك والهياكل والشليشل والكردالة والبنجرة والشميلات والمنابر والخماخم والنخيلات والحجول، ومن الخواتم تفضل الخنصر والبنصر والحواجز والشاهد والفتخ. وأضافت أنّ المرأة اعتزت قديما بإكسسوارات الفضة، واهتمت بتسميتها فهناك الصفايح والزمام والمعضد والخرصان والعصابة والرشرش، وكانت تعتز أيضا بالأحجار الكريمة الملونة التي تطعم بها هذه القطع، والتي أصبحت تدخلها في صناعة ملابسها، بحيث يتحوّل الثوب إلى قطعة فنية مطعمة بالأحجار الكريمة والحلي.
وتقول زهرة عبدالله (مصممة مجوهرات): «شهر رمضان موسم لعودة القلائد القديمة المأخوذة من التراث، إذ تحرص الكثير من السيدات في الأمسيات الرمضانية على ارتداء القلائد بأشكالها المختلفة، ومنها القلائد العريضة، وكانت تصنع من صفوف متعددة من الخرز، وهي حلية من الحلي النسائية الشعبية القديمة، ومنها أنواع متعددة من المرجان والفيروز والياقوت واللؤلؤ، ومنها المعرّاء والمزنط والمرية والمعمّرَة والمرتعشة والقردالة وغيرها من المسميات والتي كثيرا ما اكتسبت أسماءها من أشكالها أو ألوانها، وتجمل بعض هذه القلائد بنماذج كثيرة من العملات الذهبية والفضية والمعدنية والنحاسية والتي تعتبر كنزا خصبا للكثير من هذه العملات النادرة».
وأضافت «رمضان موسم لإحياء الأزياء القديمة والشعبية لدى الكبار والصغار، إذ إنّ السيدات السعوديات في اجتماعاتهنّ بعد صلاة التراويح يحرصنَ على ارتداء القلائد والمرتعشة والرشرش والكرداسة، بالإضافة إلى القلائد التي ورثنها من والداتهنّ وجداتهنّ، وخصوصا قلائد اللؤلؤ والأحجار الكريمة». وتقول المصممة «الشابات في شهر رمضان يحرصنَ على ارتداء إكسسوارات خاصة من الزجاج والخزفيات والخشب، واستخدام ألوان جريئة مثل الأزرق والأخضر والسماوي والبني والليموني، وابتكرت الطالبات أخيرا إكسسوارات خاصة بالمساويك، تقوم من خلالها الفتاة بعمل فتحة في المسواك، وتضع فيها كتلا متحركة من الخرز بعد إدخال السلك في اتجاهين».
مشيرة إلى أنّ الشابات أضفن للمسواك طريقة مبتكرة للزينة يتم من خلالها وضع الأحجار أو الكريستال في تزيين المسواك، أما بالنسبة للسيدات المتوسطات في العمر والكبيرات في السن، فرمضان موسم لعرض تراث الجدات من القلائد، إذ أصبح الكثير من السيدات يضعنَ هذه القلائد ضمن تصميم الجلابية، بحيث تحوّلت الكثير من الجلابيات إلى تحف فنية بإدخال أشكال مبتكرة من الإكسسوارات.
العدد 1849 - الجمعة 28 سبتمبر 2007م الموافق 16 رمضان 1428هـ