يبدو أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي سيلقى المصير نفسه الذي لاقاه مواطنه الأمين العام السابق للأمم المتحدة بطرس غالي وذلك في مواجهته للولايات المتحدة ومن سايرها جراء قوله الحقيقة.
لقد تعرض الرجل (البرادعي) أخيرا لانتقادات متزايدة من الدول الغربية إذ اتهمته بأنه وضع عقبات أمام فرض عقوبات جديدة على إيران. وخرجت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس عن طور اللباقة الأدبية وقالت «ليس من حق الوكالة القيام بعمل دبلوماسي» وإنما عملها يقتصر على المجال التقني، وذلك في إشارة إلى معارضة البرادعي للحرب على إيران.
وتناست الوزيرة أن بلادها وفرنسا أيدتا الاتفاق الذي توصل إليه البرادعي مع طهران والذي يقضي بضرورة إمهال الوكالة حتى نهاية العام للكشف عن سائر جوانب الملف النووي الإيراني وفقا لجدول زمني. إذا كيف يواصل الدبلوماسي المصري عمله في جو معافى وطبول الحرب تقرع من حوله. إن ما يواجهه البرادعي شبيه لما واجهه من قبل غالي في معركته مع مادلين أولبرايت التي وقفت في وجه 14 دولة أيدت التجديد له لولاية ثانية، وذلك بسبب رفض غالي للتغطية على الجريمة التي ارتكبتها «إسرائيل» في قانا .
ببساطة يريد البرادعي أن يقول إن هناك دائما مخرجا عندما يجلس خبراء الوكالة الذرية مع المسئولين الإيرانيين على طاولة المفاوضات التي يجب أن تكون الخيار الأول حتى لساكني البيت الأبيض وقصر الاليزيه ودوانينغ ستريت وكل محب السلام وخصوصا أن الغرب لا يستطيع في الواقع المواجهة العسكرية الآن مع إيران.
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 1848 - الخميس 27 سبتمبر 2007م الموافق 15 رمضان 1428هـ