قالت صحيفة «وول ستريت غورنال» الأميركية، إحدى أبرز الصحف الاقتصادية في العالم، إن شركة «مايكروسوفت» تجري مباحثات بشأن شراء حصة من شبكة «فيس بوك».
واشارت الصحيفة إلى أن شركة «مايكروسوفت» تريد شراء نحو 5 في المئة من أسهم «فيس بوك» بقيمة ما بين 300 و 500 مليون دولار، مشيرة الى أن هناك تنافسا بين «مايكروسوفت» وشركة «غوغل» على شراء حصة في شبكة «فيس بوك»، من جانبها رفضت كل من «مايكروسوفت» و»غوغل» التعليق على هذا التقرير.
ويرى المحلل بشركة «ادوارد جونز» الاميركية للمعاملات المالية، أندي ميدلر أن هناك احتمالا كبيرا ان تتم الصفقة بين مايكروسوفت و» فيس بوك»، وذلك نظرا إلى علاقة العمل القائمة بين الشركتين من جهة، والنمو المتوقع في سوق «فيس بوك» من جهة أخرى، وكان بيتر ثيل، احد مديري «فيس بوك»، قال حديثا ان أي عرض لشراء حصص بالشبكة يجب أن يتم على أساس أن قيمتها السوقية تزيد على 10 مليارات دولار.
ليست شركتا «مايكروسوفت» و»غوغل» هما الشركتان الوحيدتان اللتان أبدتا اهتماما بهذا الموقع. فقبلهما أبدت شركة عملاقة «فيا كوم» اهتماها بشراء حصة في «فيس بوك»، لكنها تراجعت بسبب السعر المرتفع الذي طلبته «فيس بوك»، كذلك كان الأمر مع شركة ياهو دوت كوم التي عرضت في العام الماضي شراء الموقع بمبلغ مليار دولار، الا أن العرض رفض فورا.
لقد استطاع موقع «فيس بوك»، أحد أشهر مواقع الشبكات الاجتماعية social networking على الانترنت، خلال ثلاث سنوات أن يستحوذ على أكثر من 52 مليون مستخدم حول العالم، واشتراك أكثر من 150 ألف مستخدم جديد في الموقع يوميا، يتواصلون معا عبر صفحة شخصية خاصة بكل منهم، ويتشابكون بشكل يكاد يبدو هلاميا.
ويبدو أن أكثر مستخدمي الموقع من الشباب وطلبة الجامعة والمراحل الدراسية المختلفة، يسعون إلى التعارف وتكوين المجموعات والتجمعات التي تعبر عن آرائهم في الحياة.
وعلى رغم أن موقع «فيس بوك» دشن على شبكة الانترنت في فبراير/ شباط 2004، بفضل مارك زوكربيرج الذي راودته فكرة أن يقيم شبكات تضم طلبة الجامعة منذ أن كان طالبا في جامعة هارفارد الأميركية، وهو ما نجح فيه، قبل أن تشمل شبكته بقية الجامعات الأميركية، ثم العالم كله فيما بعد، وذكرت دراسة أجريت في عدد من الجامعات الأميركية أن 85 في المئة من الطلاب المبعوثين يستخدمون هذا الموقع، فإنه أصبح الأكثر انتشارا بين الشباب في العالم. ويقول مات كوهلير، رئيس قسم الاستراتيجية في الشركة يجتهد فيس بوك لتصوير حياة الناس. إن هذا هو اسمكم الحقيقي وهؤلاء هم أصدقاؤكم الحقيقيون. أما الأمر المميز الآخر بشأن شركة «فيس بوك» فهو درجة توجهها تكنولوجيا. إذ تتفحص اللوغاريتمات بعناية جميع المعلومات المتعلقة بالأمور التي يقوم بها المستخدمون، سواء أكان الارتباط مع بعضهم بعضا أو إضافة استخدامات إلى صفحاتهم، والتزود بعينة عما يقومون به. وكل ذلك يتم بدقة، كما لو أن القليل من الإعلانات الاجتماعية تتراشق عبر الأسلاك. ويرى محللون ان النجاح الكبير الذي حققته فيس بوك في فترة بسيطة، والنمو الكبير في سوقها رفع كثيرا من قيمتها السوقية، الا ان تقدير قيمتها بنحو 10 مليارات دولار يحمل قدرا من المبالغة، ويتوقع ان تحقق الشركة هذا العام ارباحا تقدر بنحو 30 مليون دولار.هذا لايعني أن الموقع لايعاني من بعض المشكلات، ففي مطلع العام 2007، أعلنت ثلاث مؤسسات عالمية كبرى انسحابها من نشر إعلانات لها على موقع «فيس بوك» بداعي ظهورها إلى جانب مواد تعبر عن وجهة نظر الحزب الوطني البريطاني.
فقد أشارت مؤسسة فودافون العالمية لتقديم خدمات الهاتف المحمول، وشركة فرجين ميديا التي تعمل في مجال التليفزيون الكابلي، وبنك إتش إس بي سي إلى أن صورتها لدى زبائنها قد تتأثر سلبا في حال نشر إعلانات لها بجوار مواد تابعة إلى الحزب الوطني البريطاني.
وأوضحت شركة فرجين ميديا أنها ستعلق مؤقتا نشر إعلاناتها على موقع فيس بوك، بالإضافة إلى الشبكات الاجتماعية الأخرى، وذلك حتى تحصل على تأكيدات من تلك المواقع باتباع أسلوب آخر تتحكم به في عملية نشر الإعلانات.
يشار إلى أن فيس بوك يتبع أسلوبا إلكترونيا لنشر الإعلانات على صفحاته بالتناوب، الأمر الذي يعني أن الشركات المعلنة لا تستطيع التحكم في الصفحات التي يتم نشر إعلاناتها عليها.
هل نحن على أبواب ثورة دوت نوت جديدة؟ هذا ما ستكشفه الأيام المقبلة
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1847 - الأربعاء 26 سبتمبر 2007م الموافق 14 رمضان 1428هـ
عاشق
ممكن