لم يتبقَّ عن انتخابات اتحاد الكرة وعقد الجمعية العمومية سوى أسبوع واحد فقط. وقد تقدم للترشح 15 شخصا يطلب 9 منهم دخول مجلس الإدارة الجديد، بالإضافة إلى رئيس الاتحاد الذي لم يحصل على منافس فحصل على مقعده بالتزكية. نحن هنا لا يهمنا من تقدم إلى الترشح للإدارة الجديدة بقدر ما يهمنا جدا ما سيقدمه هؤلاء من برامج وخطط عمل واستراتيجيات مستقبلية للأربع سنوات المقبلة.
على المترشحين للدورة الجديدة لعمل مجلس الإدارة الجديد باتحاد الكرة أن يفكروا جيدا بالعمل الجاد عبر الابتكار والإبداع والتطوير والتحرك الإداري المتخصص، عبر خطة عمل جادة وفق دراسة علمية تنقذ ما تبقى من مسابقاتنا المتهالكة في كل الفئات العمرية والتي هي الآن تحتضر وتنتظر الفرج.
الإدارة الجديدة تحتاج إلى شخصيات متخصصة في العمل الإداري ولديها المعرفة الكاملة بالأمور الفنية، وتحمل في نفسها نقاط التطوير عبر الابتكار لتبتعد عن الجمود والكسل والخمول والتقليد والروتين، حتى نستطيع بعمل المجلس الجديد نقل اللعبة المحلية في مسابقاتها المختلفة إلى بر الأمان.
كل الأندية المنضوية تحت مظلة اتحاد الكرة عندما تحضر للإدلاء بصوتها في صندوق الاقتراع يوم الانتخابات عليها ان تكون على قدر المسئولية بعيدا عن التأثيرات الخارجية والمجاملات للشخصيات، وان تختار الأصلح وإلا فعلى الكرة السلام.
الغريب في الأمر أن الأندية دائما تشكو من عمل الاتحاد، وهناك الكثير من التصريحات الصحافية تنتقد عمل الاتحاد في لجانه المختلفة، ولكن عندما تقترب ساعة الانتخابات كل شيء يتغير ويصبح اتحاد الكرة يعمل بكل جديّة، وبذلك تصبح الوجوه هي نفسها التي كانت خلال الفترة السابقة ونبقى في الفلك نفسه، وثم نعضّ على الأيدي نادمين متحسرين على تلك الفترة التي ضاعت من دون استثمارها لصالح الكرة.
نقول لكل المترشحين ومن سيصل إلى مقاعد مجلس الإدارة، فكروا جيدا في البحث عن اللوائح الداخلية التي تحتاج إلى تنقيح بما يجعل مسابقاتنا متطورة وتزيد الصلة مع الأندية بكل عدالة وانصاف مع تكافؤ الفرص... الأمر الآخر على المترشحين أن يفكروا بابتكار وإبداع النقاط التي تقودنا إلى تطوير دوري كأس خليفة بن سلمان وتنقذه من الموت البطيء وتعيد له الروح مع عودة الجماهير، لا أن يفكّر مجلس الإدارة فقط في الأموال الربحية من دون النظر إلى كيفية جعل المباريات ساخنة ومثيرة تجذب الجماهير الكروية.
نحن نقول ونؤكد أن الجماهير البحرينية تحتاج إلى الإثارة والسخونة في المباريات حتى تكون مغرية للحضور وإلا بقيت في منازلها وان لم ينقل التلفزيون أية مباراة (وهذا ما كنا عليه خلال هذا الموسم الفاشل قبل أن يسخن عبر الحضور الفاضح للجماهير القليلة).
الجماهير تريد أن تشاهد المستويات كما هي في السبعينات والثمانينات وحتى في التسعينات، قبل أن يدخل الدوري غرفة الإنعاش وهو مازال إلى الآن في تلك الغرفة ويحتاج لمن يخرجه بالتنفس الطبيعي وليس الاصطناعي.
وضع جدول المباريات يحتاج لمن يفهم ويدري نفسيات الأندية بمبدأ تكافؤ الفرص لكل الفرق إما بالقرعة أو بالمراكز خلال الموسم الذي يسبقه، وليس كما كان في الموسم الحالي الذي زاد الطين بلة وقتل الأندية الصغيرة وجعلها تحجز مقعدها في الدرجة الثانية مبكرا، بعد أن حطمها الجدول عبر لقاءاتها مع الفرق الكبيرة.
نحن نريد تطورا نوعيا ونقلة كبيرة في العمل الإداري لكي نرى النتائج ملموسة على أرض الواقع.
فكل من لا يرى نفسه أهلا للمسئولية ولا يحمل في فكره التطوير والابتكار عليه الابتعاد؛ لأننا لا نستطيع أن نشاهد الدمار مرة أخرى، فنحن نريد من يحمل عن كاهلنا الضَعْف وينقلنا إلى القوة.
«دورينا» هذا الموسم أشبه بالأشباح، من فكر في إنقاذه ومن قام بابتكار الأفكار الجديدة مع أنها لا تحتاج إلى عباقرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
علينا البدء باستراتيجية عمل مستقبلية تمتد إلى 5 أو 10 سنوات لتطوير عمل المجلس الجديد ومسابقاتنا المحلية، فخطوة بخطوة نصل الى ما نريده وليس العكس، والعمل الارتجالي دائما لا يعطي أكله ولا الثمر الطيب، وبالتالي نحن في انتظار ما ستسفر عنه نتيجة الانتخابات ومن سيدخل ومن سيخرج وكيف سيعمل المجلس الجديد، هل بأفكار جديدة وابتكارات حديثة، أم بالتقليد والجمود والروتين مع شركة راعية ميتة ليس لديها القدرة على التطوير أو جذب الجماهير... ولكن مازلنا لم نسمع عن تغيرها، وهذا العمل لا يعطي النتيجة الإيجابية... هناك الكثير من الأمور التي تحتاج إلى التغيير والتطوير، فعلى المجلس الجديد أن يفتح ملفاته بكل شجاعة ويبحث فيها لكي يصل المجلس الجديد الى النتائج المرجوة. أملنا في المستقبل مع من سيدخل المجلس مهما تكن شخصيته، ولكن سنقيمهم بعملهم لا بشخصياتهم فهو في العرف مرفوض، وعلى الكل أن يقبل الانتقاد البناء للإصلاح العام بعيدا عن المجاملات وألا يكون الزعل والاتهام مبدأ الرد على هذه الانتقادات، ولابد من قرع الحجة بالحجة لدحض الأقوال وهذا هو أصل المجادلة لكي نصل جميعا إلى التطوير المنشود. وفق الله الجميع لخدمة الوطن الحبيب
إقرأ أيضا لـ "هادي الموسوي"العدد 2271 - الأحد 23 نوفمبر 2008م الموافق 24 ذي القعدة 1429هـ