العدد 1846 - الثلثاء 25 سبتمبر 2007م الموافق 13 رمضان 1428هـ

كوشنير يدفع ثمن زلاته

احمد شبيب ahmed.shabib [at] alwasatnews.com

ربما لا يكون من المستبعد أنّ «الزلات الدبلوماسية» التي بدأ ينتهجها وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ما هي إلا مسعى لزيادة الرصيد السياسي بطريقة أسهل وأسرع عبر استنساخ المنهج «البوشي» في التعاطي مع الواقع عبر التهديد والوعيد.

ففي أواخر الشهر الماضي دعا كوشنير إلى استقالة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بعد زيارة إلى بغداد كان القصد منها التقارب بين بلاده والعراق، لكنه أثار على نفسه الرأي العام وطالبه المالكي بالاعتذار، فأضطر بعدها للاعتذار. وبعد أقل من عشرين يوما عاد كوشنير ليصرّح بشأن الملف النووي الإيراني بأنه «من الضروري أنْ نستعد للأسوأ، والأسوأ هو الحرب».

لكنه تراجع عن تلك التصريحات بعد أنْ رأى أنّ ردة الفعل كانت قوية من جميع الأطراف، ولم يجد نصيرا سوى أميركا و «إسرائيل».

فبعد يومين من ذلك، على متن الطائرة التي كانت تقلّه في زيارة لموسكو قال كوشنير: «لا أريد أنْ يفهم مما قلته أنني من دعاة الحرب (...) فرسالتي كانت رسالة سلام وهي رسالة جادة وتنم عن عزم وتصميم».

لكن هذا التصريح لم يوقف العاصفة، فبدأ يهاجم وسائل الإعلام «بالتلاعب» وأنه لا يريد الحرب بل يريد السلام.كما تصدّى لمحتجين ضد الحرب في واشنطن فيجيبهم بغضب «أنا موافق يا أغبياء».

ولم يجد بدا من ترقيع تصريحاته إلاّ بإعلانه عن الاستعداد للذهاب إلى طهران في إطار «حوار دائم مع الإيرانيين».

لقد دفع كوشنير ثمن تصريحاته ولا يزال يدفع ضريبتها، ولا يعرف متى تنتهي؟

إقرأ أيضا لـ "احمد شبيب"

العدد 1846 - الثلثاء 25 سبتمبر 2007م الموافق 13 رمضان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً