يكشف الباحثان الإيرلندي سيمون بيلز والأميركية ماريسا سانتييرا اللذان تخصصا في بحث السياق الديني والاجتماعي والسياسي للكنيسة الكاثوليكية الرومانية، عن أن أبرز أعضاء جماعة فرسان مالطا من السياسيين الأميركيين هما رونالد ريغان وجورج بوش الأب رئيسي الولايات المتحدة السابقين، وهما من الحزب الجمهوري، كما يشير موقع فرسان مالطا إلى أن من بين الأعضاء البارزين في الجماعة بريسكوت بوش وهو الجد الأكبر للرئيس الحالي جورج بوش الابن.
أما بالنسبة إلى شركة «بلاك ووتر» فقد كان أول عقد وقعته الشركة كان لمدة خمس سنوات مع ادارة الخدمات العامة في الحكومة الاميركية تبيع من خلاله للمؤسسات الفيدرالية المختلفة الخدمات والبضائع ذات الطابع العسكري. وكانت قيمة العقد الأول 125 ألف دولار، لكن القيمة ارتفعت الى 6 ملايين دولار عند توقيع العقد الثاني لمدة 5 سنوات أخرى.
ثم جاءت فرصة «بلاك ووتر» الذهبية عندما تعرضت المدمرة الأميركية «يو اس اس كول» للتفجير أثناء رسوها في ميناء عدن في اليمن.
ويشخص نائب رئيس الشركة، كريس تيلورعلاقة الشركة بالإدارة الأميريكية، قائلا إن «البحرية الأميركية أدركت عندها حاجة جميع البحارة الى تدريب مكثف ومتطور بشأن أساليب الحماية. ووضعت البحرية على عجل برنامجا للتدريب اضطلعت شركة «بلاك ووتر» بتنفيذ الجزء الأعظم منه».
لكن القفزة الحقيقية في نشاطات «بلاك ووتر» لم تأت الا بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر /ايلول. كان دونالد رامسفيلد، حينها، جاء الى وزارة الدفاع وهو مصمم على توسيع الدور الذي تلعبه الشركات الخصوصية مثل «بلاك ووتر» في حروب اميركا.
أما في العراق، فقد تجاوزت العقود التي أبرمتها الشركة مع الإدارة الأميركية حاجز الـ 505 ملايين دولار، بموجب عقود خاصة، نجحت من خلالها في بناء قاعدة لجيش خاص من المرتزقة، يضم 20 ألف شخص، مزودين بطائرة بوينغ 727 ومروحيات ومدرعات.
وتشير تقارير صحافية إلى أن ما نسبته 34 في المئة من مبلغ 21 مليار دولار، خصصتها الولايات المتحدة لإعادة إعمار العراق، تم تحويلها إلى الشركات الأمنية الخاصة، ما دعا صحيفة «لوس أنجليس تايمز» إلى القول: إن خصخصة الحرب الأميركية في العراق قطعت شوطا كبيرا.
ولعل أفضل من كتب بشكل تفصيلي موثق عن هذه الشركة المرتزقة هو الكاتب الأميركي، جيريمي سكاهيل، وهو صحافي يعمل في صحيفة ذا ناشن الأميركية، في كتابه: المياه السوداء Blackwater. صدر الكتاب، (لم أطلع شخصيا على الكتاب مباشرة لكني تقصيت المراجعات التي تناولته)، في مطلع 2007 عن دار النشر «ناشن بوكس» ويقع في 464 صفحة.
يسلط الكتاب الضوء على مساحة معتمة من ميدان الحرب الأميركية الموجهة ضد طاحونة الهواء الأشهر: الإرهاب. ويتحدث الكاتب في الكتاب المشار إليه، وفي حوارات تلفزيونية أجريت معه، وتسجيلات ميدانية متلفزة، منشورة عبر أكثر من موقع موثوق على الشبكة، عن خصخصة الحرب في العراق، بحسبانها أكبر عملية خصخصة لشئون حرب في التاريخ.
وكما ورد في الكتاب فإن فكرة إقامة شركة أمنية خصوصية هي من بنات أفكار رجل «السي. آي. ايه» جامي سميث إذ خطرت له لأول مرة أثناء حرب الخليج الأولى. يقول سميث: «كانت هناك في ذلك الوقت شركات تقوم بأعمال مشابهة مثل شركة «دينكورب» و»سايك» ولم يكن يعرف عنها الكثير آنذاك».
وذكر سميث أنه أدرك أن الجيش كان بدأ باستخدام قوات خصوصية لحماية المنشآت العسكرية، وأنه شعر بأن هذا التوجه سائر في طريق الاستمرار والتوسع، ويشرح سميث كيف أنه لم يكن يملك المال الكافي لتأسيس شركة تقدم مثل هذه الخدمات، حتى جاءت أحداث الحادي عشر من سبتمبر ليتلقى بعدها مكالمة هاتفية من رئيس شركة «بلاك ووتر» اريك برنس يدعوه فيها الى الالتحاق بشركته.
الملفت للنظر في أنشطة «بلاك ووتر» (وكما ورد في الكتاب) هو ما كشف عنه رئيس الشركة غاري جاكسون وهو أن عملهم في العراق أو السودان لم يكن المرة الأولى التي يقدمون فيها خدماتها في بلاد إسلامية، مشيرا إلى تعاقد «بلاك ووتر» مع عدة دول إسلامية على تقديم الدعم لها، لكنه رفض تحديد أسماء هذه الدول، مشددا على أن عقود شركته تخضع لموافقة ورقابة واشنطن.
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1846 - الثلثاء 25 سبتمبر 2007م الموافق 13 رمضان 1428هـ