على رغم انهماك وزارة الأشغال في أشغال الحفر والرصف بكل شارع وطريق من مناطق البحرين المختلفة التي تسببت في تنامي ثقافة الازدحام المروري الذي نشهده كل يوم، ولاسيما ونحن في طريقنا إلى المنامة التي تعج بمبانٍ وبطرقات وشوارع داخلية ورئيسية تذكرنا بلعبة السلالم والثعبان، فإن بعضا من هذه التغييرات التي قامت بها الوزارة لا في الشوارع الرئيسية وإزالة دوارات «الشجر الأخضر» ولكن في تبليط بعض أحياء المنامة مثل «فريج الحمام» بأنواع من الطوب قد أوجد فرقا في إضفاء لمسات جمالية بدورها ساهمت في تخليص المطبات والمنحدرات التي نأمل لو تعمم على باقي الأحياء الأخرى.

هذا المثال البسيط على كيفية التغيير وتجميل «فرجان لول» هي خطوة في الطريق الصحيح إذ أصبحت المنطقة المحصورة خلف مأتم البدع وبيوت عوائل الحليبي وعواجي والسعد بشكل مقبول.

فالتغيير المتواضع غيّر قليلا من الوضع المأسوي الذي كان عليه الفريج من قبل، بل وأضاف لمسة فنية على الممرات، إذ جعلها أكثر انسيابية وتقبلا من القاطنين والعابرين الذين يرى بعضهم أنه لو تعاونت جهات أخرى مثل بلدية المنامة بالتنسيق مع الأشغال للسماح بطلاء المنازل باللون الأبيض التقليدي وتشجير بسيط على بعض الأطراف، فإن أحياء المنامة ستبدو أكثر جمالا على غرار أحياء بعض بلدان حوض الأبيض المتوسط. وهو أمر سيشجع السياح وحتى أهل البحرين على زيارة الأحياء بسهولة وخاصة في حال فتحت بعض المحال لبيع الهدايا التذكارية وأخرى كوفي شوب تقدم القهوة والشاي على الطريقة البحرينية.

حبذا لو نظر المعنيون أيضا في أمر ممرات فريج الفاضل التي تقع فيها بيوت زباري والعجاجي وأجور والشتر وقراطة وخان وبهلول والمحرقي والباكر والكشاف والأنصاري وصولا إلى فريج كانو (حطب) ومنها بيوت بن رضي والهاشمي.

اما فريج العوضية الذي يكتظ اليوم بالمباني الحديثة فإن شوارعه وأرصفته في حال يرثى لها بما فيها الشوارع الداخلية المؤدية إلى منازل مصطفى عبداللطيف البسام وعلى رضى والمؤيد وخنجي والعوضي والبستكي والزامل وجناحي التي جمعيها تحتاج إلى إعادة رصف وتبليط وإنارة.

كل ما تم ذكره بحاجة إلى جهود جادة من المسئولين قبل الأهالي الذين بلا شك لن يترددوا في التعاون في حال قيل لهم إننا بصدد تجميل المنامة القديمة الذي هو جزء من التخطيط الحضري