العدد 1845 - الإثنين 24 سبتمبر 2007م الموافق 12 رمضان 1428هـ

«بلاك ووتر» أو المياه السوداء (3/4)

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

عودة إلى شركة «بلاك ووتر» التي هي محور اهتمامنا، تعتبر الشركة واحدة من أبرز الشركات العسكرية الخاصة في الولايات المتحدة، وقد تأسست وفق القوانين الأميركية التي تسمح بمصانع وشركات عسكرية خاصة. وأنشئت الشركة في العام 1996 من قبل المليونير المسيحي من كتلة المحافظين الجدد إيريك برينس الذي عمل سابقا في البحرية الأميركية.

ومن أهم رموز الشركة: إريك برنس، و جاي كوفر بلاك و روبوت ريتشر. فالبنسبة إلى إيريك، ساهمت هباته وسخاء عطاياه المالية في صعود اليمين الديني وثورة الجمهوريين في العام 1994، كما ساعدت ثروته والمساحة الشاسعة من الأراضي التي يمتلكها والمقدرة بحوالي 5،000 هكتار والواقعة في بلدة مويوك بولاية كالورينا الشمالية في تأسيس الشركة وصعودها، وقدرتها على الالتزام بتوفير طلبات الحكومة المتوقعة من حيث الأسلحة والتدريب على النواحي الأمنية.

وينحدر إريك برنس من سلالة مسيحية يمينية غنية جدا في بلدة هولندا الواقعة في ولاية ميشيغان الأميركية. والده كان يدعى إدغار برنس كان رأسماليا طموحا نجح في بناء مؤسسة كبيرة جدا تدعى «برنس مانيوفاكتشرنغ كورب» لصناعة أجزاء مهمة تدخل في صناعة السيارات. نشأ الشاب إريك برنس في جو طموح مندفع، خلط فيه نوعا من بشائر السوق الحرة الإنجيلية بالإنجيل المسيحي الحرفي. عائلته كانت كالفانية صارمة وكان إيريك ميالا إلى السياسة منذ صغره وراقب والده حينما كان يستعمل الشركة محركا لتوليد النقد المالي لتمويل نشوء وصعود لما يعرف اليوم باليمين المسيحي في الولايات المتحدة، إضافة إلى ثورة الجمهوريون العام 1994.

إلى جانب ذلك تبرع إدغار برنس بمال إلى غاري بويير لتأسيس مجلس البحث العائلي، وكان ابنه الشاب إيريك ضمن المجموعة الأولى من المقيمين للخدمة في مجلس البحث العائلي. كذلك تبرعت العائلة بأموال كبيرة إلى جيمس دوبسون ومجموعته التي تدعى «فوكاس أون فاميلي» والتي تعتبر الآن شبكة تنظيم إنجيلية رئيسية في الولايات المتحدة والتي تسمى « جنود الصلاة».

أما أخت إيريك برنس التي اسمها بيتسي فهي متزوجة من رجل يدعى ديك ديفوس ينتمي إلى عائلة متنفذة جدا في ميشيغان وتمتلك مؤسسة «أميواي كورب» المختصة في صناعة منتجات الخدمات البيتية وتستعمل هذه العائلة مؤسستها ليس لبيع إنتاجها وخدماتها فقط بل أيضا لبيع ونشر أجنداتهم السياسية لتأييد صعود اليمين المسيحي وما يسمى بثورة الجمهوريين.

ثاني المتنفذين الأقوياء في شركة «بلاك ووتر» شخص اسمه جاي كوفر بلاك. كوفر بلاك يعمل حاليا مسئولا كبيرا في إدارة بوش وعمل سابقا ولمدة ثلاثين عاما في جهاز المخابرات المركزية الأميركية. كان كوفر بلاك أحد مسئولي المخابرات المركزية الرئيسيين في إفريقيا خلال العقدين السابع والثامن من القرن الماضي ووصل الى السودان في مطلع التسعينات متنكرا تحت غطاء دبلوماسي لمتابعة فعاليات واصطياد مناصر القضية الفلسطينية كارلوس ذي جاكول/كارلوس ابن آوى». وفي ذلك الوقت كان أسامة بن لادن يعمل على بناء تنظيم القاعدة هناك. بعدها انتقل كوفر بلاك إلى العمل في أميركا اللاتينية، ولكن قبل أحداث 11سبتمبر/ أيلول2001 أعيد إلى الولايات المتحدة وعين لترؤس مركز مكافحة الإرهاب التابع إلى وكالة المخابرات المركزية. كوفر بلاك ومخضرم آخر من وكالة المخابرات المركزية الأميركية يدعى روبوت ريتشر وبمساعدة إيرك برنس أسسا شركة جديدة ضمن «بلاك ووتر» تدعى «توتال إنتيليجينس سوليوشن» لخصخصة الحصول على المعلومات الاستخبارية. كوفر بلاك المسئول عن برنامج الـ «إكسترا أوردينيري ريندشن» الآن يشغل منصب نائب رئيس إدارة «بلاك ووتر» وبدا عمل شركته الخاصة لجمع المعلومات الاستخباراتية. ولكي تكتمل الصورة بشأن خلفية شركة «بلاك ووتر»، نشير إلى ما ذهب إليه الكاتب والصحافي محمد حسنين هيكل في إحدى شهاداته ضمن برنامج على قناة الجزيرة حين تحدث عن كون معظم الجنود المرتزقة في العراق يحملون جنسية دولة (فرسان مالطة). وأضاف هيكل «إن وجود قوات المرتزقة في العراق ليس مجرد تعاقد أمني مع البنتاغون تقوم بمقتضاه هذه القوات بمهمات قتالية نيابة عن الجيش الأميركي، بل يسبقه تعاقد أيديولوجي مشترك بين الجانبين يجمع بينهما، ألا وهو «دولة فرسان مالطا».

لقد بدأ ظهور فرسان مالطة في العام 1070م بصفتها هيئة خيرية أسسها بعض التجار الإيطاليين لرعاية مرضى الحجاج المسيحيين في مستشفى قديس القدس يوحنا قرب كنيسة القيامة ببيت المقدس، وظل هؤلاء يمارسون عملهم فى ظل سيطرة الدولة الإسلامية، وأطلق عليهم اسم فرسان المستشفى تمييزا لهم عن هيئات الفرسان التي كانت موجودة في القدس آنذاك مثل فرسان المعبد والفرسان التيوتون، والمؤكد أنهم ساعدوا الغزو الصليبي فيما بعد.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1845 - الإثنين 24 سبتمبر 2007م الموافق 12 رمضان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً