في كل مرة اقرأ فيها ما حل بعائلة شاه إيران بعد سقوط نظامه في العام 1979... وأخص بالذكر مصير الابنة الصغرى «ليلى» لعائلة بهلوي الارستقراطية... أجدها نموذجا لشخصية كئيبة، مزقتها الأحداث، والشائعات بسبب والدها الشاه.
« ليلى» التي قيل إنها أنهت حياتها منذ خمسة أعوام تقريبا بأخذ كميات كبيرة من الحبوب المهدئة لتسقط جثة هامدة في غرفة في أحد الفنادق الراقية بالعاصمة لندن... ما هي إلا ضحية لصراع مرير رفضت الإقرار به على الدوام، ولحقيقة لم تتقبلها على الإطلاق... تلك الحقيقة التي كانت تردد صور قاسية الملامح لوالدها الذي وصف بالطاغية.
ليس هذا فحسب فحرمانها من رؤيته في أخر لحظات منيته جعلها في حالة غضب مع نفسها، وفي تمرد مستمر مع أفراد عائلتها التي لم تدرك يوما لحالتها إلا بعد فوات الأوان... وهو ما ظلت تردده والدتها فرح ديبا بهلوي في معظم مقابلاتها الصحافية لاسيما مع الصحافة الفرنسية.
مناسبة الحديث عن ذلك هو التطرق إلى حياة نساء القصور ومصيرهن في نهايات لا تخلو من البؤس والحزن على رغم السلطة والشهرة والثراء الفاحش وطاقم الخدم الذي يكون تحت إمرتهم في أية لحظة كما هو الحال مع رغباتهم.
لن يكون ما ذكر في هذه الأسطر هو النموذج الوحيد بل حياة الملكة نازلي مثلا وهي والدة الملك فاروق و هو أيضا نموذج آخر للتعاسة التي كانت تعيشها نساء القصر الملكي في مصر واللواتي كن يبحثن عن حياة طبيعية كغيرهن من النساء لكن كثرة التقاليد والبرتوكولات جعلتهن يفقدن عقلهن في فعل تصرفات لا تليق أو يفضلن الصمت في سلبية تامة.
لكن مع سقوط الملكية في مصر ورحيل الملك فاروق مع عائلته إلى أوروبا بقت هذه العائلة ضعيفة العلاقة مع بعضها بعضا بسبب التربية وتقاليد القصر التي عكست أيضا على مدى تواصل أفرادها.
وقد يكون اللقاء الذي أجرته قناة أم بي سي حديثا مع الأميرة فريال أكبر بنات الملك فاروق قد أكد جانب التعاسة حتى من بعد تغير النظام والظروف لتلك الأسر وهو ما كان نتيجة حتمية للحياة التي خلفتها القصور... وهو ما لم ترثه الأجيال الحالية من أبناء وبنات هذه الأسر الملكية سواء في إيران أو في مصر... و هي التي في يوم تناسبت في أوج قوتهما...وخلعت عروشهما من بعد ثورة غاضبة.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1845 - الإثنين 24 سبتمبر 2007م الموافق 12 رمضان 1428هـ