العدد 1844 - الأحد 23 سبتمبر 2007م الموافق 11 رمضان 1428هـ

النفط وغزو العراق

جاسم حسين jasim.hussain [at] alwasatnews.com

صادف وجودنا في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي لحضور فعاليات منتدى مستقبل الديمقراطية صدور كتاب «ألن غرينسبن» الرئيس السابق لبنك الاحتياط الفيدرالي الأميركي (أو البنك المركزي المسئول عن السياسات النقدية). الكتاب عبارة عن مذكرات غرينسبن الذي تقاعد في يناير/ كانون الثاني من العام 2006 بعد أن بقي في منصبه مدة 18 عاما.

كتاب غرينسبن

أثار الكتاب ردود فعل متباينة في الولايات المتحدة، فقد زعم الرئيس السابق لبنك الاحتياط الفيدرالي الأميركي أن النفط كان السبب الرئيسي للغزو الأميركي للعراق في العام 2003. ورأى غرينسبن أن إدارة الرئيس جورج بوش كانت تنظر إلى النظام العراقي السابق خطرا على الإمدادات النفطية، بيد أن غرينسبن لم يشرح التهديد العراقي المزعوم للصادرات النفطية من المنطقة عبر مضيق هرمز على رغم البعد الجغرافي النسبي للعراق عن المضيق.

يعتقد بأن الرجل لم يكن يفقه ما يقول لأنه تحدث في موضوع ليس من اختصاصه. بلا شك الكل كان ينتظر الكتاب لمعرفة أسباب بعض القرارات التي اتخذها حيال أمور مثل معدلات الفائدة (وما زاد من الترقب صدور الكتاب يوم الاثنين الماضي أي قبل يوم واحد من اجتماع لبنك الاحتياط الفيدرالي الأميركي لاتخاذ قرار بشأن معدلات الفائدة).

في المقابل هناك من يعتقد بأن غرينسبن أراد فقط الإساءة إلى إدارة الرئيس جورج بوش. فقد شرح في جانب آخر من كتابه أنه خلافا لعلاقاته مع إدارة بوش كانت علاقاته جيدة مع إدارة الرئيس السابق بيل كلينتون. طبعا حدث كل ذلك على رغم إعلان غرينسبن أنه يتبنى أفكار الحزب الجمهوري الذي بدوره يسيطر على البيت الأبيض في الوقت الحاضر.

رفض رسمي

بدوره رفض وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس ما جاء في الكتاب بأن النفط كان السبب الرئيسي للغزو. في المقابل زعم غيتس أن التدخل الأميركي في العراق يعود إلى أسباب جوهرية وفي مقدمتها الأمن في منطقة الخليج فضلا عن مواجهة الأنظمة الدكتاتورية التي كانت تعمل لتطوير أسلحة فتاكة.

وكان وزير الدفاع الأميركي من بين الشخصيات التي شاركت بكلمات في منتدى مستقبل الديمقراطية الذي شاركنا فيه. ففي كلمة له بعنوان: «الواقعية والمثالية» في السياسة الأميركية أشار غيتس إلى أهمية متغير الصبر في ترسيخ القيم الديمقراطية. ورأى أن الشعب الأميركي غير صبور ويرغب في رؤية نتائج سريعة. وبدا أن وزير الدفاع كان يشير إلى الأوضاع في العراق التي تعاني من انفلات أمني على خلفية الغزو الأميركي في العام 2003 وفشلها في تأسيس ديمقراطية سلمية في بلاد الرافدين.

ولاحظت ورود عنوان المحاضرة في أدبيات المنتدى من دون ذكر اسم المحاضر، لكني تيقنت من وجود شخصية مهمة في القاعة المخصصة وذلك بالنظر إلى رجال الأمن المنتشرين داخل وخارج مكان المحاضرة. وعرفت فيما بعد بعض أسباب مجيء غيتس إلى المنتدى. من جملة الأمور, فهو من ولاية فرجينيا بل درس في كلية ويليم و ميري في مدينة ويليميزبرغ التي بدورها احتضنت فعاليات المنتدى.

تعتبر كلية ويليم و ميري التي تشير إلى الملك ويليم والملكة ميري من بريطانيا ثاني أقدم جامعة في الولايات المتحدة بعد جامعة هارفرد الشهيرة. وقد زرت الكلية وعلمت بأن بعض الرؤساء الأميركيين مثل توماس جيفرسون تعلم في الكلية. المعروف بأن جيفرسون كان ثالث رئيس للولايات المتحدة بعد كل من جورج واشنطن و جون أدامز.

إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"

العدد 1844 - الأحد 23 سبتمبر 2007م الموافق 11 رمضان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً