لعل أبرز ما تمخض عنه مؤتمر الوكالة الدولية للطاقة الذرية هو التوافق العربي الإيراني في مواجهة الخطر النووي الإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط، وذلك في مقابل كشف قناع المجتمع الغربي الذي يتغافل عن هذه الحقيقة ويغض عنها النظر ضاربا عرض الحائط بكل القيم التي يدعيها.
فقد حاولت الدول العربية تمرير قرار في المؤتمر يدعو جميع دول الشرق الأوسط إلى التخلي عن الأسلحة النووية، ووافقت الوكالة على القرار غير الملزم بغالبية 53 صوتا مقابل رفض صوتين (أميركا و»إسرائيل») بينما امتنعت 47 دولة غربية ونامية عن التصويت.
ودفع هذا الأمر مصر لتوجيه انتقاد حاد إلى الاتحاد الأوروبي لتقاعسه عن تأييد القرار، وقالت الخارجية المصرية «إن التحرك الأوروبي أبرز تناقضا واضحا مع المبادئ التي يدعي الدفاع عنها بشأن نزع السلاح ومنع الانتشار النووي في المناطق المختلفة».
من جهتها طالبت إيران خلال المؤتمر الأمم المتحدة بإرسال مفتشيها إلى «إسرائيل» للتحقق من قدراتها النووية خلال نقاش طالبت الدول العربية بإجرائه بعد أن تخلت عن مشروع قرارها. ولعل من حق إيران أن تستغل هذه السانحة مدفوعة بتأييد عربي لأن كل الغرب يهاجمها بسبب عزمها الحصول على الطاقة النووية. المؤتمر كشف زيف الغرب خصوصا فيما يتعلق بحقوق العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط، وحاول الأوروبيون على وجه الخصوص تبرير موقفهم مدعين أنهم يؤيدون قيود الوكالة الذرية لحظر الانتشار النووي في الشرق الأوسط، والقرار العربي المعدل الذي طرح يخالف النظام غير السياسي للوكالة ويسعى لعزل دولة عضو في الوكالة!
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 1843 - السبت 22 سبتمبر 2007م الموافق 10 رمضان 1428هـ