الحديث عن أزمة وداء قلة الملاعب الكروية في البحرين ليس جديدا ومازال ينتظر «الدواء» منذ سنوات طويلة، لكن الجديد هذه المرة هو قرار اتحاد الكرة إقامة مباريات البطولة التنشيطية لأندية الدرجتين الأولى وثانية التي ستبدأ غدا على 6 من ملاعب الأندية. وإذا استثنينا استادي الكرة بناديي المحرق والأهلي فإن الملاعب الأربعة هي ملاعب مزروعة ولكن مكشوفة على مصراعيها ويجعلها مفتوحة لحدوث جميع الاحتمالات. إذا لم تخنّي الذاكرة فإن مباريات فئة الكبار منذ منتصف السبعينات في البحرين لا تقام سوى على الاستادات على رغم قلتها، واستمر ذلك الوضع حتى هذا العام الذي وجد اتحاد الكرة نفسه في موقف صعب اجبره على التخلي عن مبدأ وقانونية إقامة مباريات فئة الكبار على ملاعب الاستادات، وقرر إقامة مباريات البطولة التنشيطية على ملاعب مثل الرفاع والبحرين والبسيتين والحد، على رغم أن اتحاد الكرة رفض إقامة مباراة المحرق وسترة في ختام الدوري الموسم قبل الماضي بداعي عدم ملاءمة استاد النادي الأهلي لإقامة المباراة. قد يرجع البعض قرار اتحاد الكرة «الاضطراري» وبموافقة الأندية إلى أن هذه المباريات تقام في إطار بطولة تنشيطية والإقبال الجماهيري لن يكون كبيرا على مبارياتها، وهذا كلام مردود عليه من جانب أنه يجب ألا نشكو من قلة الملاعب لأن غالبية مباريات الدوري فئة الكبار تقام وسط غياب جماهيري، وبالتالي يمكن إقامتها على الملاعب المكشوفة في الأندية. نحن نتحدث عن مبدأ ظللنا نتمسك به في لوائحنا الكروية لأكثر من 20 عاما، ويجب إقامة المباريات وسط أجواء وملاعب مهيأة تنظيميا وأمنيا وتساعد على حضور الجماهير، فكيف تطالبون بحضور الجماهير إلى المباريات وهي مدعوة إلى الوقوف أو الجلوس على «الطابوق» والخشب في هذه الملاعب المكشوفة، وكأننا رجعنا إلى سنوات طويلة للخلف در بالوقوف على خطوط الملعب لمشاهدة المباريات مثلما يحدث في الدورات الصيفية والرمضانية والحواري! باختصار، لا تقولوا إنها دورة تنشيطية، بل هو تدهور كبير في الواقع الرياضي المرير الذي نعيشه، ففي الوقت الذي تنشئ فيه الدول الملاعب الحديثة وتنجزها بأفضل السبل والحوافز لحضور وجلوس الجماهير مهما كان عددها، فإننا نلاحظ أن الزمن رمانا إلى إقامة مباريات أنديتنا التي عسكرت خارجيا ولديها مدربون ولاعبون أجانب على ملاعب مكشوفة... فهل هذا الحال يرضيكم أيها المسئولون عن الرياضة البحرينية بل وحتى في قيادتنا العليا؟! ومن يدري، فلا تستغربوا إن وعيتم في الأيام المقبلة على خبر وقرار اضطراري، ولا حول ولا قوة لاتحاد الكرة فيه، بإقامة مباريات فئة الكبار على ملاعب الأندية المكشوفة الرملية، لأننا نعيش بمبدأ «للخلف در» وكل شيء أصبح مباحا في قاموسنا الرياضي!
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 1843 - السبت 22 سبتمبر 2007م الموافق 10 رمضان 1428هـ