العدد 1842 - الجمعة 21 سبتمبر 2007م الموافق 09 رمضان 1428هـ

هل أسقطوا حفاظ؟

ندى الوادي nada.alwadi [at] alwasatnews.com

.

منذ فترة ليست بالقصيرة والإشاعات تنتشر عن قرب خروج أول وزيرة « امرأة» في تاريخ البحرين من التشكيلة الوزارية الجديدة. كرسي وزيرة الصحة ندى حفاظ - التي أعلنت أنها سبق وأن تقدمت باستقالتها من الوزارة بالفعل - كان منذ فترة الكرسي الأكثر تهديدا بالتغيير من بين تشكيلة متفاوتة من الحقائب الوزارية التي يترقبها المتابعون بشغف، إذ بات خبر استبدال حفاظ من وزارتها شبه مؤكد بعد سلسلة من الصراعات التي واجهتها الوزارة أخيرا وخصوصا بعد تشكيل لجنة التحقيق البرلمانية في وزارة الصحة والتي قادت على يد رئيسها النائب الوفاقي محمد مزعل « هجوما مسلحا ومعلنا» على حفاظ ووزارتها، مثلما هاجمت بدورها جمعية الأطباء في وقت سابق.

ماذا يقول الناس عن هذا الصراع، سواء داخل أو خارج وزارة الصحة التي تأبى الصراعات فيها إلا أن تستمر؟ لا شك أن لكل من موقفي الوزيرة ولجنة التحقيق مؤيدين ومعارضين، فمن قائل إن لجنة التحقيق لا تعرف فيما تحقق، وأنها تفتعل المشكلات وتستهدف الوزيرة التي تحاول بالفعل الإصلاح، ومن قائل إن حال وزارة الصحة يتردى يوما بعد يوم ولا ينفع معه علاج إلا « البتر». وحفاظ مهما تم الاختلاف معها تمتلك شعبية داخل وزارتها لا يمكن الاستهانة بها، بينما لجنة التحقيق التي تقودها الوفاق تمتلك من جانبها ملفات كبيرة من المشكلات المتراكمة من قبل المواطنين عن هذه الوزارة التي يبدو أنها « لن تعتدل».

البعض فسر الهجوم على حفاظ ومحاولة إسقاطها بأنه هجوم على « المرأة» عندما تصل إلى موقع صنع القرار، وأن الرجل عادة يأبى إلا أن يسقط المرأة المتمكنة الفاعلة، أو أنه « لا يقدر إلا على المرأة» ويبدو أنه نجح في حالة حفاظ. ولعل في هذه النظرة قصور كبير واستهانة «جندرية» بحفاظ وكفاءتها وموقعها. لسنا هنا في معرض الدفاع عن الوزيرة أو اتخاذ أي موقف مؤيد أو معارض لها في حربها مع لجنة التحقيق، والتصريحات الساخنة المتبادلة بين الطرفين والتي شغلت الرأي العام طوال الأسبوع الماضي، كل ما نود التأكيد عليه أن ندى حفاظ ، بغض النظر عن صحة موقفها من عدمه، سيدة كفؤة وذات مكانة وقدرة عالية، سيدة «قوية» تملأ مركزها. سيدة تنسى معها – لو أردت التعامل مع قضية وزارة الصحة بشكل جندري- أنها « امرأة»، فالخلاف بين لجنة التحقيق وبين الوزيرة ليس إطلاقا خلافا جندريا، والهجوم على حفاظ ليس هجوما على امرأة، إنه هجوم – بغض النظر عن صحته من عدمها - على موقع وزاري وأداء وزاري لشخص بغض النظر عما إذا كان رجلا أو امرأة.

باختصار يمكن ببساطة استنتاج أنه لو كان في موقع حفاظ أي وزير « رجل» لتوقعنا ربما الهجوم نفسه من قبل لجنة التحقيق التي لا ندافع عنها هنا أيضا، فالعملية كلها سياسية حددت من خلالها اللجنة أولوياتها، وحكمتها الظروف التي تم التعاطي معها فيها، وقررت أن « الصحة» هي أول أوراق اللعب التي يجب أن تسقط...

في النهاية نقول إن «وزارة الصحة»... المثقلة بالجراحات القديمة المتجددة... المبتلاة بجماعات وقوى الضغط «اللوبيات» في كل زاوية منها... والمليئة بتجاوزات لا يمكن ببساطة حصرها أو إيجاد حلول لها... هذه الوزارة التي أسقطت من قبل وزيرها السابق خليل حسن، وستسقط أيضا ندى حفاظ من بعده... لا يقبع حل مشكلاتها في استبدال وزير أو وزيرة، فالمشكلة أعقد وأكبر من ذلك بكثير.

إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"

العدد 1842 - الجمعة 21 سبتمبر 2007م الموافق 09 رمضان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً